تقرير : تفاقم معاناة أبناء سقطرى بين تهميش السلطات وارتفاع تكاليف النقل

4 أكتوبر 2024آخر تحديث :
تقرير : تفاقم معاناة أبناء سقطرى بين تهميش السلطات وارتفاع تكاليف النقل

الجنوب اليمني: خاص

تشهد محافظة أرخبيل سقطرى أزمة نقل متفاقمة أثرت بشكل كبير على سكانها، وسط تزايد الشكاوى من التجاهل الحكومي والدور المفقود لميليشا المجلس الانتقالي الجنوبي. ويتعرض السقطريون لضغوط معيشية متزايدة نتيجة تهميش السلطات المحلية وتردي الخدمات الأساسية، فيما يعاني المواطنون من عدم وجود رحلات كافية للعودة إلى محافظتهم، مما جعلهم عالقين في محافظات مجاورة مثل المهرة وحضرموت.

التدخل الشعبي لحل الأزمة:

في خطوة إنسانية، تكفل شيخ مشائخ محافظة أرخبيل سقطرى، الشيخ عيسى سالم بن ياقوت، بتوفير سفينة لنقل أبناء سقطرى العالقين في المهرة وحضرموت. تأتي هذه المبادرة في ظل غياب أي تدخل ملموس من قبل السلطات المحلية، بما في ذلك المحافظ رأفت الثقلي، والمجلس الرئاسي، لتخفيف معاناة المواطنين السقطريين.

يأتي تحرك الشيخ بن ياقوت استجابةً للحالة الإنسانية المزرية التي يعاني منها السقطريون المحاصرون بالبحر والمحيط، في ظل نقص حاد في الرحلات الجوية التابعة للطيران اليمني، التي تعد الخيار الوحيد للعودة إلى سقطرى. وفي المقابل، تتواصل الرحلات الإماراتية بين أبوظبي وسقطرى بشكل مكثف، مستغلة ذلك لتطوير السياحة التي لا تعود بإيراداتها لصالح السكان المحليين.

تهميش اقتصادي واستغلال الموارد:

يعيش السقطريون تحت وطأة ارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية التي تستوردها شركات إماراتية، يديرها المدعو خلفان المزروعي تحت غطاء “مؤسسة خليفة الإنسانية”. وتشير مصادر محلية إلى أن هذه الشركات تسيطر على التجارة في سقطرى وتعمل على دعم المليشيات المحلية، مما يفاقم الأزمة الاقتصادية التي يعيشها المواطنون.

المعاناة اليومية للسكان العالقين:

يواجه أبناء سقطرى العالقون في المهرة وحضرموت معاناة يومية، حيث ناشدوا التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بتسيير رحلات إضافية لتسهيل عودتهم إلى محافظتهم. ويعاني المرضى والطلاب على وجه الخصوص، حيث يعتمدون على رحلات محدودة جدًا وغير كافية بين سقطرى واليمن.

المطالبات بتخفيض أسعار التذاكر وزيادة الرحلات:

وكيل محافظة أرخبيل سقطرى، الدكتور عيسى مسلم عبدالله، دعا الحكومة اليمنية إلى التدخل العاجل لتخفيض أسعار تذاكر الطيران المرتفعة التي وصلت إلى 200 دولار للاتجاه الواحد و400 دولار للرحلة ذهابًا وإيابًا. وأشار إلى أن الطيران اليمني يوفر رحلة واحدة فقط أسبوعيًا، مما زاد من حجم المعاناة لدى السقطريين، وخاصة المرضى والطلاب الذين يتنقلون بين سقطرى ومحافظات اليمن الأخرى.

يبدو أن الأزمة التي تعصف بسقطرى هي أزمة متعددة الأوجه، تبدأ من التهميش الاقتصادي ولا تنتهي عند انعدام خدمات النقل، وسط غياب الدور الحكومي الفاعل. ويبقى الأمل معقودًا على تدخلات إنسانية وشعبية مثل تلك التي يقودها الشيخ عيسى سالم بن ياقوت، إلى جانب المطالبات المتواصلة للحكومة اليمنية والتحالف العربي بتحمل مسؤولياتهم تجاه المواطنون في سقطرى وتخفيف معاناته اليومية.