الجنوب اليمني:اخبار
في مؤشر جديد على تصاعد التوتر داخل القوات الموالية للتحالف العربي في شمال اليمن، وجهت أسر ضباط وجنود في محور البقع وألوية التوحيد بمحافظة صعدة، اتهامات إلى القيادات العسكرية الموالية للقوات السعودية، وعلى رأسهم قائد المحور اللواء رداد الهاشمي، بالضلوع في اعتقال أبنائهم بتهم “كيدية” عقب خلافات داخلية حول أسلوب إدارة المعارك على الحدود.
وقالت الأسر في بيان حصل موقع المصدر أونلاين على نسخة منه، إن الاعتقالات التي جرت في 23 أغسطس الماضي طالت قادة بارزين لعبوا أدوارًا رئيسية في حماية الحدود اليمنية السعودية، مشيرة إلى أن أبناءهم “تعرضوا لعملية إقصاء منظمة تهدف إلى تغييب الأصوات المستقلة الرافضة للتبعية العمياء للأوامر الصادرة من القيادات الموالية للسعودية”.
وأكد البيان أن الاعتقالات تأتي في سياق خلافات متفاقمة بين الضباط الميدانيين وقياداتهم العليا، على خلفية ما وصفه بـ”سوء إدارة الجبهات وفشل متكرر في التنسيق مع القوات السعودية”، ما دفع بعض الضباط إلى التعبير عن اعتراضاتهم، ليجدوا أنفسهم لاحقًا خلف القضبان بتهم وصفها الأهالي بأنها “ملفقة وانتقامية”.
وأوضح الأهالي أن اللواء رداد الهاشمي، المعيّن من قبل التحالف قائداً لمحور البقع، استغل موقعه في تنفيذ حملة تصفيات داخلية ضد خصومه العسكريين، خصوصا بعد اتهامات وجهت له بالمسؤولية عن كارثة وادي جبارة بكتاف التي تكبّد فيها الجيش خسائر كبيرة خلال السنوات الماضية.
وأشار البيان إلى أن الهاشمي عمد عقب توليه القيادة إلى تغيير البنية القيادية داخل المحور، عبر إقصاء الكفاءات الوطنية وتعيين موالين له وأقارب، كان آخرهم شقيقه محمد الهاشمي نائبا له، في خطوة اعتبرها الأهالي تكريسا للنفوذ الشخصي داخل المؤسسة العسكرية.
وشددت الأسر على أن ما يجري يمثل تجاوزًا خطيرا للقوانين العسكرية وتحولًا في طبيعة العلاقة بين القيادات الميدانية والقوات السعودية، حيث باتت أي محاولة نقد أو اعتراض تواجه بالتهم الجاهزة، من “التقصير” إلى “الخيانة”، وصولاً إلى الاعتقال التعسفي والإقصاء من الخدمة.
وقالت الأسر إن استمرار احتجاز الضباط دون توجيه تهم رسمية أو محاكمة عادلة “يشكل خيانة وطنية تمس شرف المؤسسة العسكرية” مؤكدة أن أبناءها، قدموا تضحيات “كان يفترض أن تُقابل بالتكريم لا بالسجن”حسب وصفهم.
وطالبت الأسر وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محسن الداعري ورئيس هيئة الأركان الفريق الركن صغير بن عزيز بالتدخل السريع للإفراج عن المعتقلين، محمّلة قيادة التحالف والقادة المحليين في المحور مسؤولية سلامتهم.
كما وجهت نداء إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان لإنهاء ما وصفوه بـ”الممارسات التعسفية ضد الجنود.
وضم البيان قائمة تضم خمسة عشر برتب مختلفة ضابط وقادة معتقلين، من أبرزهم:
العميد محمد عبدالله البكير (أركان حرب محور البقع)،
العميد بازل الفقيه (عمليات المحور)،
العقيد أحمد ضيف الله الوادعي (استخبارات المحور)،
والعقيد صدام الهرس الوادعي (قائد لواء التوحيد)،
إضافة إلى عدد من قادة الألوية والشرطة العسكرية.
ويعدّ محور البقع أحد أهم خطوط التماس مع جماعة أنصار الله في صعدة، ويتبع مباشرة لغرفة العمليات المشتركة في نجران. ومع اتساع نفوذ القيادات الموالية للتحالف، برزت خلافات حادة بين الضباط الميدانيين حول طبيعة التنسيق مع القوات السعودية، ومدى استقلالية القرار العسكري اليمني في الجبهات الحدودية.
ويرى مراقبون أن الاعتقالات الأخيرة تعكس تحولًا في آلية السيطرة داخل الوحدات الميدانية، حيث يُستخدم الاتهام “بالتمرد أو الخيانة” كوسيلة لإخضاع المعترضين وإعادة هندسة الولاءات بما يضمن استمرار السيطرة المطلقة للتحالف على مفاصل القرار العسكري شمال البلاد.

