اليمن والسودان حكاية واحدة

10 نوفمبر 2025آخر تحديث :
اليمن والسودان حكاية واحدة
عادل الحسني
عادل الحسني

الجنوب اليمني:

يتشابه البلدان تشابهًا لافتًا في كل شيء، في الثروات المنهوبة، والموقع المؤثر، وحتى في الصراعات والانقسامات الداخلية التي كانت بوابة النفوذ الإماراتي.

عرفت الإمارات جيدًا من أين تُؤتى الأوطان، فاستغلت ثغرات الخلاف بين السودانيين، المتجذِّر في تاريخ الأقاليم، لتتسلّل عبرها. لعبت على وتر الفقر، واشترت الولاءات، فدعمت قوات الدعم السريع لتكون أداتها في السودان، ومنحت زعيمها حميدتي المال والسلاح، حتى صار شريكًا في الحكم، ثم انقلب على الجميع، مغتصبًا السلطة.

السيناريو ذاته تكرر في اليمن، حيث بحثت الإمارات عن أعمق جرحٍ يمني، جرح الانقسام حول الوحدة، فاستغلته بخباثة.

أنشأت تشكيلات عسكرية مناطقية، ثم صاغت مجلسًا يُقوّض الدولة من الداخل، قبل أن ترفع أحد قادته إلى صدارة المشهد، ليشارك الحكومة سلطتها، والهدف إطاحتها من الداخل.

صعود أذرع الإمارات في جنوب اليمن كان دمويًا بكل معنى الكلمة.

ارتُكبت فظائع وعمليات تطهير مناطقي واسعة ضد أبناء المحافظات الشمالية في عدن، شملت الاعتقالات العشوائية، والترحيل القسري، والقتل لمجرد الانتماء الجغرافي.

ولم يسلم الجنوبيون أنفسهم؛ فقد صار الانتماء إلى المجلس الانتقالي هو معيار النجاة من البطش.

مئات الاغتيالات استهدفت شخصيات أمنية ودينية واجتماعية وسياسية، وتم إقصاء كل من لم يخضع للمشروع الإماراتي من شباب المقاومة الجنوبية.

في مناطق سيطرة الإمارات، انتهكت الحرمات، وتعرضت النساء والأطفال للتهديد والاختطاف، بل نُفّذت جرائم بحقهم بالفعل.

هكذا أرادت الإمارات لعصاباتها أن تكون، أدوات من الإجرام، لا تعرف سوى الدم والنهب.

وعلى أرض السودان، تكرّر المشهد ذاته، لكن بصورةٍ أبشع صدمت العالم، حين أبدعت الميليشيات الممولة من أبوظبي في صناعة الموت بأشكال لم تعرفها البشرية من قبل.

الجريمة واحدة في اليمن أو السودان.

سواء تم توثيقها كما يحدث في السودان، أو روايات مؤلمة كما يحدث في اليمن، فهي جريمة واحدة.

استهدفت الإمارات بلدين كبيرين، بحثًا عن الأطماع التي لا تنتهي.

تجاوزت هذه الدويلة حدودها، وآذت شعوبًا لا تسكت عن حقها.

وأقولها بثقة، بأنَّ ما أصاب اليمن والسودان لن يمر دون عقاب، وما أقسى العقاب حين يكون ممن لا يملك ما يخسره.

#جرائم_الامارات_في_اليمن_والسودان

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق