الجنوب اليمني: خاص
رجّح الكاتب ورئيس منتدى السلام لوقف الحرب في اليمن، عادل الحسني، أن مجزرة الفاشر التي راح ضحيتها عشرات المدنيين ستُمرّر دون عقاب، مشيرًا إلى أن العدالة في عالم اليوم لا تُحتكم بالمبادئ، بل بالمصالح، وأن الدول الكبرى تنظر إلى السودان كساحة نفوذ لا أكثر.
واعتبر الحسني أن الإمارات تقف خلف المجزرة، ليس فقط من خلال الدعم العسكري لقوات الدعم السريع، بل عبر دورها كذراع وظيفي ينفذ المهام القذرة التي تتحاشى القوى الكبرى تنفيذها مباشرة.
وأضاف أن الطيران الإماراتي الذي قصف المدنيين في الفاشر ليس حالة استثنائية، بل امتداد لسلوك متكرر في اليمن وليبيا، حيث استُهدفت تجمعات مدنية وأرتال عسكرية دون محاسبة.
وأشار إلى أن الإمارات، رغم تورطها في جرائم موثقة، تأمن العقاب وتكرّر الجرائم، مستفيدة من موقعها كأحد أكبر مشتري السلاح من الغرب، ومن علاقتها الوظيفية مع القوى الدولية لافتاً إلى أن الصحف الغربية، حين تتصاعد ردود الأفعال، تُسارع إلى تحميل الإمارات المسؤولية لتبرئة نفسها من التورط المباشر.
وانتقد الحسني الخطاب الرسمي الإماراتي، واصفًا إياه بـ”التضليلي”، الذي يكرر شعارات مثل “محاربة الإخوان” و”مواجهة الإرهاب” لصرف الأنظار عن جوهر الجرائم، مؤكدًا أن الجمهور بات يميّز الزيف ويكشف التناقضات.
ورغم الإشارات الواضحة من الصحف والمنظمات الدولية إلى دور الإمارات في تأجيج الحرب وتمويل الفوضى في السودان، يرى الحسني أن اتخاذ موقف دولي حقيقي لمحاسبة المسؤولين يبقى مستبعدًا، لأن الدول التي تندد هي ذاتها التي تبيع السلاح وتستفيد من استمرار النزاعات.
وختم بالقول إن العدالة لن تتحقق إلا عبر حراك شعبي متواصل، يكشف الحقائق ويطالب بمحاسبة المتورطين، مؤكدًا أن الرهان على المواقف الرسمية خاسر، لأن المصالح أقوى من الإنسانية مهما تزيّنت بالشعارات.


