الجنوب اليمني: أخبار - أبين
في مؤشر جديد على احتدام الصراع داخل قوات الحزام الأمني بمحافظة أبين، أصدر القائد المحلي حيدرة السيد قرارًا بتعيين جهاد حيدرة البلعيدي قائدًا لقطاع زنجبار، خلفًا لـنجيب وارد المارمي، في ثالث تغيير خلال أقل من شهرين فقط.
لكن خلف هذا القرار، تقول مصادر ميدانية، ما هو أبعد من مجرد تبديل قيادي.
فالسيد كان قد فشل قبل أسابيع في تمرير تعيين عبد سند المرقشي في المنصب ذاته، بعد اعتراض القائد العام لقوات الأحزمة الأمنية محسن الوالي، الذي اعتبر الخطوة آنذاك خروجًا عن التسلسل القيادي داخل المنظومة الأمنية.
إلا أن قرار التعيين الأخير أعاد المشهد إلى الواجهة، بعدما اختار السيد مجددًا شخصية من قبيلة المراقشة التي ينتمي إليها المرقشي، في خطوة يراها مراقبون رسالة تحدٍ غير معلنة للوالي، ومحاولة لتثبيت نفوذ المراقشة داخل قطاع زنجبار.
وتشير معطيات ميدانية إلى أن قبيلة المراقشة تمارس ضغوطًا متزايدة على السيد منذ أسابيع، للمطالبة بتمثيل أوسع داخل مفاصل الحزام الأمني، خصوصًا بعد استبعاد عدد من أبنائها من مواقع قيادية خلال الفترة الماضية.
وقد برز ذلك في رسالة مصوّرة وجّهها القيادي القبلي علي حسين المرقش، عبّر فيها عن رفضه تدخل الوالي في شؤون الحزام الأمني بالمحافظة.
ويرى مراقبون أن السيد يسعى من خلال تعيين البلعيدي إلى موازنة الولاءات داخل قوات الحزام، دون الدخول في مواجهة مباشرة مع الوالي، غير أن القرار يفتح الباب أمام مزيد من التوتر في صفوف القوة التي تمثل أحد أبرز أذرع المجلس الانتقالي الجنوبي في أبين.
مصادر مقربة من قيادة الأحزمة الأمنية ذكرت أن محسن الوالي لم يصادق حتى الآن على القرار الجديد، ويتمسك ببقاء القائد المقال نجيب المارمي، معتبرًا أن الإطاحة به ستنعكس سلبًا على استقرار القطاع الأمني في زنجبار.
وبينما تتصاعد التساؤلات حول ما إذا كان الوالي سيقبل بالأمر الواقع أم سيواجه قرار السيد بخطوات مضادة، يظل المشهد في أبين مرشحًا لمزيد من الانقسام، حيث تتداخل الحسابات القبلية مع صراع القيادات على النفوذ، في مشهدٍ يعكس هشاشة البنية الأمنية جنوب البلاد، وسط غياب رؤية موحدة تضبط توازن القوة داخل المحافظات الجنوبية.

