الجنوب اليمني:
دخل مستشفى الشحر العام بمحافظة حضرموت مرحلة حرجة من التدهور الوظيفي، وسط شكاوى متزايدة من المواطنين بشأن انعدام المياه وتحويل حالات الولادة، بما فيها الطبيعية، إلى مستشفيات خاصة، نتيجة غياب أي تدخل حكومي فعّال لإنقاذ المرفق الصحي الوحيد في المنطقة.
وأكد مدير المستشفى، سالم الغرابي، أن الوضع داخل المستشفى “كارثي”، مشيرًا إلى توقف رواتب الموظفين والحوافز منذ قرابة عام، ما تسبب في مغادرة عدد كبير من الأطباء العموميين، وتفاقم العجز في أقسام حيوية مثل العناية المركزة والطوارئ والولادة.
ورغم أن المستشفى يخدم مديريات حضرموت الشرقية وأجزاء من محافظة المهرة، إلا أن ميزانيته لا تزال تُعامل كمرفق “ريفي”، ما يضع عبئًا كبيرًا على إدارته في ظل غياب الكادر والدعم التشغيلي. حتى أزمة المياه لم تُحل إلا بتدخل شخصي من الشيخ محمد البسيري، الذي موّل صيانة الشبكة الداخلية.
وكان محافظ حضرموت، مبخوت بن ماضي، قد أرسل لجنة لدراسة أوضاع المستشفى قبل أشهر، لكن نتائج اللجنة بقيت حبيسة الأدراج دون أي خطوات عملية، ما دفع ناشطين وصحفيين، أبرزهم عبدالجبار باجبير، إلى توجيه نداءات مفتوحة تطالب باعتماد ميزانية مستقلة، وتوفير الكوادر الطبية، وصرف رواتب المتعاقدين، بعيدًا عن الوعود المؤقتة واللجان الشكلية.
وتتزايد المخاوف من انهيار كامل للمستشفى في حال استمرار التجاهل الرسمي، ما يهدد حياة آلاف المواطنين الذين يعتمدون عليه كمرفق صحي أساسي في المنطقة.


