من اليمن إلى السودان.. الدم العربي سلعة النفوذ الإماراتي

28 أكتوبر 2025آخر تحديث :
من اليمن إلى السودان.. الدم العربي سلعة النفوذ الإماراتي

الجنوب اليمني: خاص

تمتد خيوط النفوذ الإماراتي اليوم من السواحل اليمنية إلى عمق السودان، مستفيدة من مزيج من القوة العسكرية والاستثمارات الاقتصادية. لكن الأثقل من كل ذلك هو الثمن الباهظ الذي تدفعه الشعوب. من عدن والمخا إلى الخرطوم ودارفور، تدفع المدنيون ضريبة الدم يوميًا، فيما تظل أهداف أبوظبي مرتبطة بتنفيذ أجندة الولايات المتحدة الإقليمية، التي تعتمد على حلفاء محليين لتنفيذ مصالح استراتيجية دون مواجهة مباشرة.

الثمن البشري المباشر:

في اليمن، أدت التحركات الإماراتية لدعم تشكيلات مسلحة محلية إلى معارك في المدن الساحلية ومناطق سيطرة الحوثيين، ما أسفر عن:

377,000 قتيل حتى نهاية عام 2021، وفقًا لتقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مع توقعات بارتفاع العدد إلى 1.3 مليون بحلول عام 2030.

60% من هذه الوفيات نتيجة أسباب غير مباشرة، مثل المجاعة والأمراض القابلة للوقاية، و70% من الضحايا أطفال دون الخامسة .

وفي السودان، أظهرت تقارير الأمم المتحدة أن:

3,384 مدنيًا قُتلوا بين يناير ويونيو 2025، معظمهم في دارفور، ما يمثل نحو 80% من إجمالي الضحايا المدنيين في عام 2024.

أكثر من 4,200 قتيل مدني في عام 2024، مع تقديرات بأن العدد الفعلي أعلى بكثير .

المدنيون هنا ليسوا مجرد أرقام؛ هم بيوت مهدمة، مدارس فارغة، ومستشفيات عاجزة عن استقبال المصابين، بينما تتحرك المعارك حسب مصالح القوى الإقليمية، دون أي اعتبار للدماء التي تُسفك يوميًا.

 

ضريبة الدم والسياسة الإقليمية:

التحليل الاستراتيجي يشير إلى أن أبوظبي تعمل ضمن خريطة نفوذ أمريكية في المنطقة، حيث تصبح الأسلحة والمال أدوات لتحقيق أهداف واشنطن دون الحاجة للتدخل المباشر. وتكشف الوثائق أن الإمارات تسهّل انتقال السلاح إلى مناطق الصراع، فتتحول المناطق التي يُفترض أن تكون تحت حماية المدنيين إلى ساحات اختبار لموازين القوى الإقليمية.

وبهذا يصبح الدم البشري هو العملة الحقيقية، بينما تنجح الدول الكبرى في فرض أجنداتها الاستراتيجية، دون محاسبة أو مساءلة كافية.

اقتصاد الحرب والنفوذ السياسي:

لا يقتصر النفوذ الإماراتي على القوة العسكرية، بل يمتد إلى السيطرة على الموانئ والممرات التجارية الحيوية، ما يجعل من الإمارات محطة لوجستية لتوصيل الأسلحة والتمويل إلى كل ساحات الصراع التي تخدم أهدافها وأجندة حلفائها الغربيين.

محللون يرون أن هذه السياسة تهدف إلى خلق مناطق نفوذ تعتمد على الضغط العسكري والسياسي، بينما تتحمل الشعوب كل التداعيات: مجاعة، نزوح، فقدان أرواح، وتدمير للبنية التحتية الحيوية.

من اليمن إلى السودان، تتكرر المعادلة: أجندة إقليمية كبيرة، ثمن دموي باهظ، وشعوب تدفع فاتورة لا تنتهي. شبكة النفوذ الإماراتي، بتعاونها مع أهداف أمريكية، توضح أن الاستراتيجية لا تعترف بالحدود، ولا بالشعوب التي تقع بين فكي النزاع، ما يجعل السؤال المفتوح أمام المجتمع الدولي: إلى متى سيظل الدم العربي سلعة لتصفية حسابات النفوذ؟

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق