تقرير صحفي: الغارات الإسرائيلية على الحديدة باستخدام أسلحة بريطانية الصنع تثير انتقادات دولية

5 أكتوبر 2024آخر تحديث :
تقرير صحفي: الغارات الإسرائيلية على الحديدة باستخدام أسلحة بريطانية الصنع تثير انتقادات دولية

الجنوب اليمني: خاص

كشف موقع “ديكلاسيفايد” أن الغارات الجوية الإسرائيلية على ميناء الحديدة في اليمن خلال شهر يوليو الماضي، تمت باستخدام أسلحة مصنعة في بريطانيا، مما أثار مخاوف واسعة حول استخدام الأسلحة البريطانية في نزاعات دولية.

وفقاً للموقع، أدت الغارات الإسرائيلية إلى مقتل وإصابة 155 شخصاً منذ يوليو، وتسببت بخسائر مالية كبيرة قُدّرت بنحو 20 مليون دولار. كما تم تدمير معظم مخازن الوقود في الميناء، ما أدى إلى حرمان نحو 4 ملايين شخص من الطاقة الكهربائية.

تحذيرات منظمات حقوق الإنسان
منظمات حقوق الإنسان دقت ناقوس الخطر، محذرة من أن الضربات الجوية قد ترقى إلى جرائم حرب. وقد تم تنفيذ الغارات الأخيرة باستخدام طائرات “أف-35″، والتي تُصنَّع 15% من مكوناتها في بريطانيا، بما في ذلك مقعد القذف والجزء الخلفي للطائرة.

رغم المخاوف الإنسانية، تواصل حكومة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر السماح بتصدير مكونات طائرات “أف-35″، في حين أن تصدير مكونات طائرات أخرى تم تعليقه بسبب مخاوف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين.

أضرار كبيرة على البنية التحتية
الهجوم الأول في 20 يوليو استهدف 33 خزاناً للنفط ورافعتين للشحن في ميناء الحديدة، بالإضافة إلى محطة الطاقة المركزية في منطقة الكثيب. واشتعلت النيران في مخازن الوقود التي تبلغ سعتها 150 ألف طن، مما أدى إلى انفجارات ضخمة وحرائق استمرت لأيام، وأدى إلى استشهاد 9 مدنيين وإصابة 83 آخرين.

وفي غارة أخرى يوم الأحد، استهدفت الطائرات الإسرائيلية محطات توليد الطاقة في الكثيب وأربع حاويات لتخزين الوقود في رأس عيسى، مما تسبب في انقطاع تام للطاقة في محافظة الحديدة، وهي من أكثر المناطق اليمنية حرارة ورطوبة.

معاناة إنسانية متزايدة
التأثير المباشر للغارات لم يقتصر فقط على الدمار المادي، بل زادت من معاناة المدنيين، وخاصة الأطفال. محمد صالح، أحد سكان الحديدة، قال لمنظمة “مواطنة” اليمنية لحقوق الإنسان: “لم أستطع النوم طوال الليل بسبب الحرارة بعد انقطاع التيار الكهربائي، لكن ما حطم قلبي هو رؤية ابنتي البالغة من العمر خمسة أشهر تعاني من طفح جلدي نتيجة الحرارة. كانت صرخاتها مؤلمة للغاية”.

أزمة غذائية محتملة
ميناء الحديدة هو الشريان الحيوي لاستيراد 90% من المواد الغذائية الأساسية لليمن، بما في ذلك القمح والأرز والسكر. ووفقاً لتقرير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، انخفضت واردات القمح عبر الميناء بأكثر من 54% في أغسطس مقارنة بشهر يوليو، نتيجة للهجمات الجوية المستمرة في البحر الأحمر والغارات الإسرائيلية.

كما أشار تقرير لخبراء دوليين إلى أن منطقتين في الحديدة تواجهان خطر المجاعة بحلول نهاية الشهر الحالي، مما يزيد من حدة الأزمة الإنسانية.

اتهامات بارتكاب جرائم حرب
منظمة “هيومن رايتس ووتش” وصفت الغارة الإسرائيلية على الحديدة في 20 يوليو بأنها “هجوم عشوائي وغير متناسب على المدنيين”، محذرة من أن هذه الهجمات قد يكون لها تأثير طويل الأمد على الملايين من اليمنيين الذين يعتمدون على الميناء في الحصول على الغذاء والمساعدات الإنسانية.

المنظمة دعت الحلفاء الدوليين لإسرائيل، بما في ذلك بريطانيا، إلى تعليق مبيعات الأسلحة، مشيرة إلى أن استمرار دعم إسرائيل بالأسلحة قد يؤدي إلى التواطؤ في ارتكاب جرائم حرب.

الأسلحة البريطانية تحت المجهر
وفقًا لتقرير “ديكلاسيفايد”، تُعد الطائرة “أف-35” التي تصنعها شركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية بالتعاون مع بريطانيا، عنصراً رئيسياً في القصف الإسرائيلي المتواصل في اليمن. وتستخدم هذه الطائرات أيضاً في الهجمات الإسرائيلية على غزة، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 42,000 فلسطيني.

وفي لبنان، أسفرت الغارات الجوية الأخيرة، التي شملت قصف طائرة “أف-35” لقائد حزب الله في بيروت، عن استشهاد نحو 2,000 شخص في الشهر الماضي، بينهم أطفال ونساء.

تزايدت الدعوات الدولية لتعليق تصدير الأسلحة البريطانية المستخدمة في النزاعات التي تؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح، مع تصاعد الضغوط على حكومة ستارمر لمراجعة سياساتها في هذا السياق.