كارثة العرقوب.. لماذا يتكرر مشهد الموت في أبين؟

5 نوفمبر 2025آخر تحديث :
كارثة العرقوب.. لماذا يتكرر مشهد الموت في أبين؟

الجنوب اليمني: خاص

شهدت منطقة العرقوب بمحافظة أبين حادثة مأساوية جديدة إثر اشتعال حافلة نقل جماعي تابعة لشركة صقر الحجاز بعد اصطدامها بسيارة فوكسي، مخلفة عشرات الضحايا والمصابين في مشهد مأساوي يؤكد تكرار الكوارث على هذا الطريق الخطر. الحادثة الأليمة تعد الثالثة في ذات المنطقة خلال فترة قصيرة، مما أثار موجة من الغضب والانتقادات ضد إهمال الجهات الرسمية المختصة.

وقال ناشطون ومراقبون سياسيون إن شركات النقل تعتمد على حافلات مهترئة وسائقين غير مؤهلين، يعملون برواتب متدنية دون الالتزام بمعايير السلامة الأساسية. وأكد الصحفي فتحي بن لزرق أن معظم الحافلات الخاصة للنقل بين اليمن ودول الجوار تتجاوز عمرها القانوني، وتستخدم رغم كونها غير صالحة، مما يجعل حوادث الاحتراق والنزوح أمرًا متوقعًا ومكررًا. واعتبر أن هذه الكارثة تفرض ضرورة فتح تحقيق سريع لمحاسبة المسؤولين عن تشغيل وتأجير هذه الحافلات الفاسدة.

وأشارت المحامية هدى الصراري إلى حجم المعاناة الإنسانية جراء الحادث، حيث فقد 40 عائلة عزيزًا عليها، بينهم عريس كان يجهز لزفافه، وشاب كان المعيل الوحيد لأسرته. وأضافت أن رجال الدفاع المدني والإسعاف تأخروا بشكل مريع، ولم يتمكنوا من الوصول إلى موقع الحادث إلا بعد احتراق الباص بالكامل، مما يعكس تقصيرًا جسيمًا من الجهات الرسمية في توفير خدمات الطوارئ المستعجلة.

ورصد الناشط نجران سويد بشاعة الحادث واصفًا طريق العرقوب بـ “طريق الموت”، مستغربًا أسباب استمرار تكرار الحوادث في ظل تفاقم خطورة الطريق وغياب الإجراءات الوقائية. وفي سياق متصل، عبر أبو ليث العوذلي عن احتقانه من استمرار معاناة المدنيين مقارنة بما وصفه بـ “العصابة” الحاكمة، معبرًا عن سخط شعبي تجاه واقع الإهمال المتجذر.

هذا الحادث يؤكد عمق الأزمة في منظومة النقل الخارجة عن الرقابة، ويبرز ضرورة تحرك عاجل من وزارة الداخلية والجهات الرقابية لتحسين سلامة النقل الجماعي وضمان حياة الركاب، قبل وقوع مزيد من الكوارث التي لا تعد مجرد حوادث، بل جرائم تُرتكب بحق المواطنين بلا رادع.

 

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق