الجنوب اليمني: غرفة الأخبار
كشف النائب البرلماني اليمني علي عشال عن فساد منظم في قطاع الكهرباء اليمني، واصفاً إياه بـ”الثقب الأسود” الذي يلتهم الموارد العامة، في وقت حذر من أن الشلل البرلماني في المناطق المحررة يقوض جهود مكافحة الفساد.
جاء ذلك خلال لقاء موسع للنائب عشال في برنامج “اليمن بودكاست” مع الصحفي أسامة عادل، حيث كشف عن ملفات فساد عميقة في الدولة اليمنية تمتد لعقدين.
أكد عشال أن قطاع الكهرباء أصبح يستهلك ما يقرب من 37% من إجمالي الإنفاق العام للدولة، دون أن يقدم خدمة مستدامة للمواطنين، مشيراً إلى أن شبكة النقل والتوزيع “متهالكة” ما يؤدي إلى فواقد طاقة تصل إلى 45% في عدن و80% في بعض المحافظات.
وكشف عن وجود هدر ممنهج في عقود شراء المشتقات النفطية، حيث كانت تشترى بأسعار مبالغ فيها من “تجار بعينهم”، مما أهدر مئات الملايين من الدولارات.
وألقى عشال باللوم على الشلل البرلماني في تفاقم الفساد، مشيراً إلى أن البرلمان عاجز عن الانعقاد بصفة مستدامة منذ 2019 بسبب “غياب القيادة الراشدة” ووجود “جهات داخلية” ترى في التئام المؤسسات خطراً على مشاريعها.
وذكر أمثلة لصفقات مشبوهة تمت دون رقابة، منها محاولة بيع قطاع الاتصالات والبنية التحتية لشركة أجنبية “NX” في صفقة تمت “تحت الطاولات وفي شقق خاصة”، بالإضافة إلى صفقات بيع نفط خام بخصومات كبيرة.
وشدد النائب على أن “استعادة الدولة” هو الهدف الجامع والبوابة الكبرى لحل كافة المشكلات، داعياً إلى توحيد الجبهة العسكرية وتصحيح المشهد العسكري لمواجهة ما وصفه بـ”مشروع الحوثي الهمجي”.
وحذر من القفز بالجنوب نحو خيارات غير ناضجة في ظل الحرب والفوضى، مؤكداً أن القضية الجنوبية تحتاج إلى “حوار راقٍ” بعد استعادة الدولة.
وخلص إلى أن اليمن بحاجة اليوم إلى “قيادة ملهمة” تمتلك الرؤية وتتجرد من المصالح الخاصة، وتعمل على تحديد بوصلة وطنية واضحة، في ظل تحول المعضلة اليمنية من قضية داخلية إلى قضية إقليمية ودولية.


