الجنوب اليمني: خاص
كشف تقرير صادر عن موقع “سقطرى برس” المحلي عن تدهور بيئي خطير في أرخبيل سقطرى، المُدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، محذراً من استمرار الانتهاكات التي تهدد التوازن البيئي الفريد للجزيرة.
وأوضح التقرير أن البيئة السقطرية تواجه مخاطر متعددة، يأتي في مقدمتها العبث البيئي من قبل السياح الذين يتسببون في حرائق داخل غابات الأشجار النادرة، ومن بينها شجرة “دم الأخوين” السقطرية الفريدة، ما أدى إلى تدمير مساحات واسعة من النباتات المستوطنة.
وبحسب التقرير، فإن السلطات المحلية “تلتزم الصمت المطبق” تجاه هذه الانتهاكات، متجاهلة مسؤوليتها في حماية التنوع البيولوجي للجزيرة، حيث لم تقم حتى بإلزام السياح بالتقيد بالإرشادات البيئية الأساسية المعمول بها.
ولم تقتصر الانتهاكات -حسب التقرير- على العبث السياحي، بل امتدت إلى سواحل الجزيرة ومحمياتها الطبيعية التي “أصبحت هدفاً لمشاريع استيطانية واستحداثات بشرية تشرف عليها جهات إماراتية، بمباركة من السلطة المحلية”.
وأشار التقرير إلى تناقض صارخ بين هذه الممارسات ونصوص الدستور اليمني الذي “يجرم تأجير أو بيع أي قطعة أرض في سقطرى”، مؤكداً أن السلطات المحلية “ترعى وتشرعن هذه الأنشطة غير القانونية”.
وحذر التقرير من تحول المحميات الطبيعية في سقطرى من “مناطق مصونة إلى مساحات خاضعة لنفوذ سياسي واقتصادي أجنبي”، في مشهد يعكس -بحسب التقرير- تقصيراً رسمياً في حماية “واحدة من أثمن جزر العالم بيئياً”.
ويأتي هذا التقرير في وقت تشهد فيه سقطرى تحولات بيئية وسياسية متسارعة، تثير قلق السكان والمنظمات الدولية المعنية بالحفاظ على التراث الطبيعي العالمي.


