الجنوب اليمني:
فهو الفجر الذي انطلقت فيه شرارة طوفان الأقصى ذلك الطوفان الذي قلب الموازين وأسقط أقنعة القوة المزعومة وأثبت أن الحقّ مهما طال انكساره لا يموت.
في مثل هذا الصباح المهيب تصدّى مجاهدون أحرار لأعتى ترسانة عسكرية في المنطقة رجالٌ مؤمنون صدقوا الله فصدقهم فهزموا جيشًا طالما روّج لنفسه أنه لا يُقهر فإذا به ينهار تحت وقع رصاص الإيمان وينكسر أمام شجاعة من باعوا الدنيا وابتغوا وجه الله.
دباباتهم دُمرت بقذائف الياسين وجرافاتهم شوَتها عبوات شواظ وتحصيناتهم تحولت إلى رماد تحت أقدام المقاومين.
وفي لحظة واحدة اهتزّت صورة العدو أمام العالم وسقطت هيبته التي أرعب بها الضعفاء لعقود.
ولما عجز عن المواجهة في الميدان لجأ إلى جبنه القديم فأطلق طيرانه الغادر يقصف البيوت الآمنة ويقتل الشيوخ والأطفال والأمهات والأطباء والمعلمين والصحفيين ظنًّا منه أن القتل يُطفئ الحقيقة وأنّ الدم يُخمد صوت المقاومة.
لكن هيهات…
فكل قطرة دمٍ زكية سقت شجرة العزّة والكرامة وكل شهيدٍ ارتقى صار نورًا يضيء درب التحرير.
سلامٌ على من صدقوا الوعد
وسلامٌ على من كتبوا بدمائهم فجر الأمة الجديد
وسلامٌ على أبطال طوفان الأقصى الذين نالوا العزّة والشهادة في آنٍ واحد


