الجنوب اليمني: خاص
تعيش قبائل المهرة اليوم مأساة إنسانية صامتة داخل الأراضي السعودية، حيث يُمنع آلاف المهريين من التواصل مع ذويهم في الجانب اليمني، وتُفرض عليهم قيود صارمة تمنعهم من مغادرة المملكة، ما ينتهك أبسط حقوق التنقل والحركة المرتبطة بجذورهم التاريخية والثقافية.
وقال تقرير صادر عن منصة أبناء المهرة وسقطرى إن هذه الإجراءات الاستثنائية تفصل المهرة عن امتدادها القبلي والثقافي الذي يصل لقرون، حيث كان الناس يتنقلون بحرية بين الصحراء والبحر ولغة واحدة تفصلهم عن الجغرافيا الحديثة. اليوم، حُصرت هذه الحركة بقوانين لا تميز بين مهري يقيم في السعودية ومعانٍ مختلفة لمنطوق الانتماء والتاريخ، ما يشكل عقوبة جماعية بلا أسباب معلنة أو مسارات قانونية للشكوى.
وأوضحت المنصة أن هذه الحواجز القانونية والأمنية تُفرض دون أي إعلان رسمي أو توضيح للأسباب، مما يترك المهريين عالقين بين حدود دولة يمنعهم من الوصول إليها وبين دولة أخرى تمنعهم من المغادرة، في ظل حالة اجتماعية متوترة تضعف الأمن والاستقرار في المنطقة.
وكانت المصادر قد أكدت أن هذه المصاعب تفتح جرحاً عميقاً في النسيج الاجتماعي والموروث الإنساني لقبائل المهرة التي عاشت تاريخياً بلا قيود رسمية فوق أرضها الممتدة، وخلص التقرير إلى ضرورة رفع الإجراءات القمعية لتصبح حركة الناس بين جانبي الحدود حقًا مكفولاً وليس استثناءً، احتراماً للتاريخ والإنسانية التي لا تليق بها قيود الحدود الحديثة.


