الجنوب اليمني: خاص
شهد يوم أمس الاثنين 9 ديسمبر 2024، تغطيات مكثفة للأحداث الدولية من قبل الصحافة العربية والعالمية، مع التركيز على الأوضاع في سوريا التي تمر بتغيرات سياسية وعسكرية دراماتيكية، يستعرضها لكم موقع الجنوب اليمني” في سياق هذا التقرير.
حيث أحتلت الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية صدارة المشهد، بعد تنفيذ قوات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة واسعة من الهجمات الجوية التي استهدفت مواقع عسكرية وبنية تحتية حيوية. صحيفة “العربي الجديد” أوضحت أن الغارات شملت مطارات ومقرات عسكرية في مناطق عدة، بما في ذلك القامشلي وريف حمص، وصولًا إلى معسكرات في ريف دمشق ومنشآت دفاعية في اللاذقية. وأضافت “القدس العربي” أن هذه الغارات، التي تجاوزت المئة ضربة جوية، رافقتها عمليات توغل بري في المنطقة العازلة. ويبدو أن هذه الهجمات تمثل أكبر موجة ضربات على القواعد الجوية منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وفي سياق متصل، ركزت التقارير الحقوقية على البحث المكثف عن المعتقلين في السجون السورية بعد انهيار النظام. زارت فرق تابعة لمنظمات حقوقية سجن صيدنايا، ووثقت عمليات بحث في أقبية السجن باستخدام أدوات متطورة، فيما تم العثور على جثث مجهولة الهوية في مستشفى حرستا العسكري. صحيفة “القدس العربي” أشارت إلى أن هذه الجثث تحمل آثار تعذيب، مما يعكس حجم الانتهاكات التي وقعت خلال سنوات الحكم الاستبدادي.
أما من الناحية السياسية، فقد سلطت “فايننشال تايمز” الضوء على مرحلة ما بعد سقوط الأسد، معتبرة أن نهاية حكم عائلته تمثل تحولًا كبيرًا في ميزان القوى الإقليمي. وناقشت الصحيفة تأثير ذلك على تحالفات سوريا مع كل من روسيا وإيران، بالإضافة إلى تداعياته على المنطقة ككل. بينما ركزت “الغارديان” على التحذير من الفوضى المحتملة نتيجة الفراغ السياسي والعسكري، مشيرة إلى أن سقوط الأنظمة الديكتاتورية قد يكون نقطة تحول إيجابية، لكنه يفتح المجال أمام تحديات خطيرة في إعادة الإعمار والمصالحة.
وعلى الرغم من مشاعر الفرح والاحتفال بسقوط نظام الأسد، عبّرت الصحف عن قلقها من أن يتحول هذا الانتصار إلى مأساة إذا لم تتمكن سوريا من ملء الفراغ السياسي بشكل سليم. تساءلت “الغارديان” عمن سيملأ هذا الفراغ، محذرة من احتمالية نشوب صراعات داخلية تقوض أي جهود لتحقيق استقرار دائم في البلاد.
هذه التغطيات عكست تعقيد المشهد السوري، حيث تتشابك القضايا السياسية والإنسانية والعسكرية في لحظة تاريخية مليئة بالتحديات والفرص على حد سواء.
أبرز الأخبار التي نشرت في الصحف العربية والعالمية ليوم امس الأثنين 9 ديسمبر 2024:
- العربي الجديد: عدوان إسرائيلي واسع على سورية: قصف مطارات ومقرات عسكرية
شن طيران الاحتلال الإسرائيلي، مساء امس الاثنين، غارات واسعة على مواقع عسكرية وبنى تحتية وقواعد جوية في عدة مدن ومناطق في سورية وشنت طائرات حربية إسرائيلية غارات استهدفت لأول مرة مناطق كان يسيطر عليها النظام السوري في القامشلي أقصى شمال شرق سورية. واستهدفت الغارات الإسرائيلية مقر الفوج 54 قوات خاصة، كما طاول القصف منطقة شنشار جنوبي حمص. وتعرض مطار الشعيرات بريف حمص لغارات مماثلة، فيما شن جيش الاحتلال غارات للمرة الثالثة على معسكرات في منين بريف دمشق كما استهدف قصف عنيف قطعاً بحرية سورية في ميناء اللاذقية على الساحل السوري، وسط دوي انفجارات ضخمة جداً في المنطقة وقال الناشط الإعلامي في اللاذقية ملهم جبلاوي، لـ”العربي الجديد”، إن طيراناً يعتقد أنه إسرائيلي قصف قطعاً بحرية في اللاذقية، فيما نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر أمنية سورية أن الضربة الإسرائيلية في اللاذقية استهدفت منشأة دفاع جوي على البحر المتوسط. - القدس العربي: تزور سجن صيدنايا: بحث متواصل عن المعتقلين في سجون المخلوع … وجثث لمجهولين في مستشفى حرستا
زارت صحيفة القدس العربي سجن صيدنايا و وثقت أمس الإثنين، عمليات البحث المكثّفة عن المعتقلين في زنزانات تحت الأرض في سجن صيدنايا، أكبر السجون السورية الذي تفيد منظمات غير حكومية بتعرّض المساجين فيه للتعذيب، فيما كشف عن جثث يبدو أنها لسجناء في مستشفى حرستا في ريف دمشق وحسب الصحيفة عثر على جثث مجهولة الهوية تظهر عليها آثار تعذيب أخفيت في ثلاجة حفظ الموتى في مستشفى حرستا العسكرية حرستا العسكري بريف دمشق وتوافد العشرات من أهالي المعتقلين للبحث عن ذويهم. وقال أحد الأشخاص لقناة «الجزيرة» أنه لم يستطع التعرف على أقاربه الذين اعتقلوا أثناء الثورة السورية، بسبب تشوه الجثث.وتوقع حقوقيون أن تكون الجثث لمعتقلين كانوا في سجن صيدنايا، خصوصا بسبب قرب المشفى من السجن.
وغداة نقطة تحوّل تاريخية مع انتهاء حكم عائلة الأسد الذي امتدّ أكثر من نصف قرن في سوريا، أرسلت منظمة «الخوذ البيضاء» فرق طوارئ إلى سجن صيدنايا الواقع على بعد ثلاثين كيلومترا من دمشق، «للبحث عن أقبية سرية داخله يُتوقع وجود معتقلين فيها» وقالت المنظمة إنّ الوحدات التي أرسلتها «تضم فريق بحث وإنقاذ وفريقاً لنقب الجدران وفريقاً لفتح الأبواب الحديدية وفريق كلاب مدربة، وفريق إسعاف».
وكانت المنظمة أعلنت عبر منصة إكس بلسان مديرها رائد صالح أنه «رغم تضارب المعلومات، فتحنا عدة مناطق داخل السجن، لكن لم نعثر على شيء حتى اللحظة» وأوضحت أن فرقها «الفرق تعمل بأدوات الخرق والبحث والمجسات الصوتية وبوجود فرق k9 التي تضم كلابا مدربة، ويرافقنا في البحث أشخاص يعرفون كل تفاصيل السجن إضافة لاعتمادنا على إرشادات من أناس تم التواصل معهم من قبل الأهالي على أنهم يعرفون مداخل السجن والأقبية السرية» وأعلنت المنظمة «تخصيص مكافأة مالية قدرها ثلاثة آلاف دولار أمريكي لكل من يدلي بمعلومات مباشرة تؤدي إلى تحديد أماكن سجون سرية في سوريا يوجد فيها معتقلون» ودعت «الأهالي وذوي الضحايا إلى عدم الحفر في السجون أو المساس بها لأن ذلك يؤدي إلى تدمير أدلة فيزيائية قد تكون أساسية للكشف عن الحقائق ودعم جهود العدالة والمحاسبة» فيما قال الدفاع المدني السوري، في منشور على حسابه في موقع «فيسبوك» إن «خمسة من فرقه المختصة تعمل منذ ساعات في البحث عن احتمال وجود أبواب أو أقبية سرية في سجن صيدنايا». - القدس العربي: إسرائيل تشن أكثر من مئة غارة على مواقع عسكرية في سوريا وتتوغل برا في المنطقة العازلة
نشرت صحيفة القدس العربي نشرت صحيفة القدس العربي تقريرا قالت فيه أن أكثر من مئة غارة إسرائيلية، استهدفت امس الإثنين، مواقع عسكرية مختلفة في مناطق عدة في سوريا، آخرها مركز البحوث العلمية في برزة ومركز الحرب الإلكترونية بالقرب من منطقة السيدة زينب في دمشق وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن “تجاوز عدد الغارات الإسرائيلية على مواقع عسكرية الإثنين عتبة المئة غارة”، معتبرا أن اسرائيل “تدمر القدرات العسكرية” السورية، غداة إسقاط حكم بشار الأسد وفراره من سوريا وقال مصدران أمنيان سوريان إن طائرات إسرائيلية قصفت ما لا يقل عن ثلاث قواعد جوية رئيسية للجيش السوري تضم عشرات طائرات الهليكوبتر والطائرات الحربية في أكبر موجة من الضربات على القواعد الجوية منذ الإطاحة بالأسد وأضاف المصدران أن قاعدة القامشلي الجوية في شمال شرق سوريا وقاعدة شنشار في ريف حمص ومطار عقربا جنوب غربي العاصمة دمشق تعرضت جميعها للقصف. - فايننشال تايمز: سوريا بعد نهاية عائلة الأسد أمام طريقين محتملين
قالت صحيفة “فايننشال تايمز” في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان “نهاية مرحب بها لعائلة حاكمة قاسية” إنه وبعد 13 عاما من كتابة الأطفال شعارات مناهضة للنظام السوري على جدران مدينة درعا في جنوبي سوريا والتي أشعلت شرارة الثورة السورية سقط بشار الأسد وعائلته وأضافت الصحيفة في الافتتاحية الخاصة بها، أن مئات الآلاف من عائلات أولئك الذين قتلهم الأسد أو شوههم أو سجنهم أو اختفوا ستحتفل بنهاية عائلة حكمت بوحشية ونهبت أحد أهم بلدان العالم العربي لأكثر من خمسة عقود. كما يمثل الانهيار الاستثنائي للنظام لحظة فاصلة في الشرق الأوسط: فقد كانت سوريا الحليف الأكثر أهمية لكل من روسيا وإيران في المنطقة وأشارت إلى أن نهاية الأسد تؤكد التحول في ميزان القوى الإقليمي، حيث تقوض تأثيرها طهران وجماعاتها الوكيلة وضعف نفوذ روسيا وقالت الصحيفة إنه منذ 7 أكتوبر 2023، اختلطت اليقينيات القديمة في مختلف أنحاء المنطقة وجرى خلط الأوراق السياسية. ولكن الشرق الأوسط الذي يخرج من حطام العام الماضي من الصراع والمذابح لا يزال غير مؤكد. - الغارديان: بعد سقوط الأسد: لا ينبغي للعالم أن يخيب أمل السوريين مرة أخرى
قالت صحيفة “الغارديان” إن الإطاحة بحكم عائلة الأسد يقدم أملا هشا ومضطربا، مشيرة إلى أنه برحيل الرئيس السوري المخلوع يدخل الشرق الأوسط مرحلة جديدة انهارت فيه ديكتاتورية مخلفة وراءها شعبا يواجه تحديات ضخمة للمصالحة وإعادة الإعمار وأضافت الصحيفة أن الأسد لم يسقط محدثا ضجيجا ولكن على شكل أنة وصوت خافت. وقيل إن الديكتاتور فر من قصره بعد التقدم السريع لقوات المعارضة، ومع صباح يوم الأحد كان قد رحل ــ تاركا الجماعات المسلحة اللاعبين السياسيين المهيمنين في البلاد وتصاعدت روح المشاعر المعادية للأسد في مختلف أنحاء سوريا، وتجلى ذلك من خلال مظاهر الاحتفال والتحدي. وتساءلت الصحيفة فيما إن كانت هذه الطاقة المتفجرة، التي قمعها الخوف والسيطرة الاستبدادية بوحشية، ستتحول إلى قوة موحدة في بناء أمة جديدة، أم أنها مجرد مقدمة لانقسامات أعمق وقالت إن سقوط عائلة الأسد، التي حكمت سوريا لأكثر من نصف قرن من الزمان، لا بد وأن يكون بمثابة تحذير للأنظمة الديكتاتورية. كما يؤكد رحيل الأسد على حقيقة أهم: وهي أن المجتمعات لا تستطيع أن تتسامح وللأبد نهاية مع الانتهاكات المنهجية، مثل الدعاية التي ترعاها الدولة والفساد والعنف، فالسمكة يبدأ فيها العفن من الرأس وينتقل للذيل. ولهذا فقد انهارت الدولة السورية التي يرأسها الأسد من الداخل، بعد أن أمضت أكثر من عقد من الزمان في ممارسة حكم الإرهاب الذي لم يؤد إلا إلى تأجيج الاضطرابات التي سعت إلى قمعها. وبالمقابل يطرح انهيار النظام أسئلة ملحة حول مستقبل سوريا. - الغارديان: سقوط نظام الأسد .. من يملأ الفراغ في سوريا؟
نشرت صحيفة “الغارديان” مقالا عن الاوضاع في سوريا قالت فيه انه بعد أكثر من 50 عامًا من الدكتاتورية وحرب أهلية استمرت 13 عامًا، أصبحت الإطاحة بنظام بشار الأسد لحظة تاريخية استثنائية بالنسبة للشعب السوري، ورغم الفرح الذي يعيشه الكثيرون، تظل هذه اللحظة تذكرنا بتحديات وأخطار مثل تلك التي شهدتها دول أخرى بعد سقوط أنظمة دكتاتورية واوضح المقال الذي نشرته صحيفة “الغارديان” للصحفي سايمون تيسدال إن استخدام كلمة “تاريخي” سيكون للمرة الأولى مبررا لوصف الإطاحة بنظام بشار الأسد بعد أكثر من 50 عاما من الدكتاتورية الوحشية، ويجب أن يستمتع باللحظة، إنهم يستحقون ذلك. إنها تذكرنا بالاحتفالات التي رافقت سقوط صدام حسين في العراق ومعمر القذافي في ليبيا. ومع ذلك، فإن مثل هذه الذكريات تحمل تحذيرا وتهديدا والواقع أن التحذير هنا هو أن الفرح قد يتحول بسرعة إلى دموع، والتحرر إلى قمع متجدد، إذا ما أدى الانهيار المفاجئ للهياكل الاستبدادية المكروهة ولكن المستقرة نسبيا إلى انحدار لا يمكن احتواؤه إلى الفوضى. والتهديد هنا هو أن الفراغ السياسي والعسكري الذي قد ينشأ عن ذلك سوف يتنافس عليه جهات أنانية لا تهتم بالعدالة والمصالحة، بل بالسلطة والانتقام. وفي سوريا، يُعَد الانتقام طبقا يقدم ساخنا ــ وقد عاد إلى القائمة.