الجنوب اليمني: خاص
تناولاً الصحف العربية والعالمية الصادرة يوم أمس 7 ديسمبر 2024 أبرز تطورات الأوضاع في سوريا، حيث تصاعدت الأحداث بوتيرة متسارعة تشير إلى تغييرات جذرية في ميزان القوى على الأرض، إلى جانب استمرار تناول تداعيات السياسة الأمريكية تجاه إيران، مع تحليل انعكاساتها الإقليمية. ويستعرض لكم موقع “الجنوب اليمني” فيما يلي تفاصيل أبرز ما نشرته الصحافة العربية والعالمية بهذا الشأن:
في تقرير ميداني، سلطت صحيفة العربي الجديد الضوء على الاحتجاجات الحاشدة التي اجتاحت بلدات ومدن ريف دمشق، حيث أسقط المتظاهرون تماثيل حافظ الأسد وأحرقوا صور بشار الأسد في أماكن مختلفة، منها معضمية الشام وداريا. كما أكدت الصحيفة انسحاب قوات النظام من جرمانا وعدد من البلدات الأخرى باتجاه العاصمة، مع إغلاق عام في المحال التجارية، ما يعكس بوادر انهيار أمني في محيط دمشق. وذكرت مصادر محلية أن مظاهر الاحتجاجات ترافقت مع عمليات إجلاء سريعة لعائلات عناصر أمنية، في مشهد يوحي بترقب انهيارات قادمة داخل العاصمة.
أما صحيفة القدس العربي، فقد ركزت على التقدم العسكري لفصائل المعارضة في مناطق عدة، لا سيما في حمص، حيث سيطرت المعارضة على نقاط استراتيجية مثل حاجز ملوك والفرقة 26 شمال المدينة. وأشارت الصحيفة إلى استمرار انهيار خطوط النظام الدفاعية في مناطق القلمون وريف دمشق، حيث انسحبت القوات الحكومية من عدة بلدات، وسط تقدم للمعارضة يهدف إلى تشديد الخناق على دمشق من الجنوب والشمال.
وفي السياق نفسه، قدمت مجلة فورين بوليسي تحليلاً عميقاً للأحداث في سوريا، مشيرة إلى أن ما يشهده النظام السوري من انهيارات يعكس حقيقة أنه “لم ينتصر فعلياً في الحرب”. وأوضحت أن تقدم المعارضة الأخير وتوسعها في السيطرة على مساحات واسعة يضع مستقبل النظام على المحك. وأبرز التقرير الأثر الاستراتيجي للتطورات، واصفاً إياها بأنها تغييرات جذرية في قواعد اللعبة.
على صعيد آخر، تناولت صحيفة نيويورك تايمز الخيارات المحتملة للإدارة الأمريكية في التعامل مع إيران خلال ولاية ترامب الثانية. وشدد المقال على السياسات السابقة التي اتسمت بالتصعيد، بما في ذلك الانسحاب من الاتفاق النووي واغتيال قاسم سليماني، وناقش الكاتب احتمالات تبني نهج أكثر تشدداً تجاه طهران، وسط توتر إقليمي متزايد.
فيما سلطت صحيفة الغارديان الضوء على انعكاسات الأزمة السورية على التحالفات الإقليمية، مشيرة إلى أن ضعف نظام الأسد يعيد تشكيل خريطة القوى في المنطقة. وطرحت الصحيفة تساؤلات حول إمكانية اقتراب الحرب السورية من نهايتها، مع تصاعد الضغوط العسكرية والدبلوماسية على النظام. وأشارت إلى أن تراجع الدعم الروسي والإيراني للأسد، نتيجة انشغالاتهم الداخلية والخارجية، جعله أكثر عرضة للمخاطر.
ختاماً، عكست الصحف الصادرة يوم أمس حالة التحولات الدراماتيكية في المشهد السوري والإقليمي، مشيرة إلى تغيرات جوهرية قد تعيد رسم معادلات الصراع المستمر منذ سنوات.
أبرز الأخبار التي نشرت في الصحف العربية والعالمية ليوم امس السبت 7 ديسمبر 2024:
- العربي الجديد: ريف دمشق ينتفض .. النظام ينهار في محيط العاصمة
نشرت صحيفة العربي الجديد اللندنية تقريرا اكدت فيه ان بلدات ومدن جرمانا ومعضمية الشام وداريا والكسوة، في الريفين الغربي والشرقي من دمشق، شهدت تظاهرات حاشدة أسقط خلالها المحتجون تمثال رئيس النظام السوري السابق حافظ الأسد في ساحة جرمانا، وكذا أحرقوا صور الرئيس الحالي للنظام بشار الأسد في “معضمية الشام”، بعد انسحابات متتالية لعناصر الجيش والقوى الأمنية من هذه البلدات باتجاه العاصمة دمشق ومناطق أخرى وقد شهدت مدينة جرمانا، كبرى المدن المجاورة لدمشق من جهة الشرق والممتدة على جانب طريق مطار دمشق الدولي، إغلاقاً عاماً للمحال التجارية، رافقته تظاهرات استمرت ساعات في وسط الشوارع الرئيسية.وأكد الناشط عماد الشامي، من أبناء البلدة، لـ”العربي الجديد”، أن معظم المفارز الأمنية في المدينة بدأت بترحيل عائلاتها ومغادرة جرمانا منذ ساعات الصباح الباكر، وذلك تخوفاً من أي ردود أفعال للأهالي إثر الأحداث الدائرة في السويداء منذ يوم أمس، خاصة أن جزءاً كبيراً من المدينة هو من أبناء السويداء المقيمين في جرمانا وأضاف الشامي أن قوات النظام خرجت على وقع أصوات الاحتجاجات ومن دون أي صدام، في الوقت الذي سارعت فيه المحال التجارية والفعاليات العامة للإغلاق بشكل متسارع يوحي بأن المدينة والعاصمة قاب قوسين من الانهيار. وأشار الشامي إلى انتشار عدد من المسلحين في المدينة بهدف حماية المرافق العامة والأملاك الخاصة من أي أعمال تخريب وفي ساعات بعد ظهر اليوم السبت، عمّت التظاهرات مدن ريف دمشق الغربي لتطاول معضمية الشام وعرطوز وداريا وتمتد إلى الكسوة، جنوب العاصمة دمشق، مطالبة بالحرية وإسقاط النظام، حيث شهدت هذه المدن إزالة لصور وتماثيل رئيس النظام السوري وانسحابات متتالية للقوى الأمنية والحواجز العسكرية الموجودة فيها، وإغلاقاً عاماً للمحال التجارية. - القدس العربي: المعارضة السورية تشن هجوما على الكلية الحربية بحي الوعر في حمص وتواصل تحركها في محيط دمشق
قالت صحيفة القدس العربي ان فصائل المعارضة السورية تتوسع في محافظة حمص وسط سوريا، وتحاول إطباق الحصار على مدينة دمشق عبر السيطرة على محافظات طوق العاصمة في كل من درعا والسويداء والقنيطرة وريف دمشق جنوب سوريا، بينما نقلت وكالة النظام الرسمية “سانا” عن وزير الداخلية اللواء محمد الرحمون قوله: “هناك طوق أمني قوي جداً على أطراف دمشق ولا يمكن لأحد أن يكسره” وأكد مصدر عسكري من غرفة عمليات “ردع العدوان” لـ “القدس العربي” تقدم المعارضة المسلحة داخل مدينة حمص بعد السيطرة على أضخم نقطة دفاع لقوات النظام السوري على المدخل الشمالي للمدينة “حاجز ملّوك”. وقال إن “العمل جار على تحرير الكلية العسكرية بحي الوعر بحمص” وأضاف المصدر: هناك انهيار تام لقوات النظام في القلمون وغيرها من محافظة ريف دمشق، بينما تتقدم المعارضة المسلحة في أرياف حمص الغربية والشرقية، وصولا إلى القلمون. وتابع أن المعارضة المسلحة “تقترب من سجن صيدنايا” وأعلنت إدارة العمليات العسكرية عن انهيارات في خطوط دفاع قوات النظام داخل مدينة حمص، وفرض قواتها السيطرة على “الفرقة 26” شمال المدينة بعد اشتباكات مع قوات النظام وأكدت إدارة العمليات العسكرية طرد قوات النظام السوري “من منطقة القريتين، ولا تزال تواصل تقدمها بثبات في عمق ريف حمص الشرقي” وأمام تقدم المعارضة جنوب سوريا، قالت إدارة غرفة العمليات المشتركة لعملية “ردع العدوان” إنها بدأت “دفع المزيد من التعزيزات من الشمال والجنوب إلى محاور العاصمة دمشق لدعم عملياتنا الجارية هناك” وأكدت أن قواتها انتهت من “تمشيط وتأمين مراكز مدن درعا والسويداء والقنيطرة”، وأن مراكز محافظات الجنوب الثلاث محررة بالكامل وخالية من قوات النظام وانسحبت قوات النظام من مدينة معضمية الشام على مدخل دمشق من الجهة الغربية، ومدينة داريا القريبة منها، سبقها في ذلك بلدات عرطوز وقطنا وسعسع بريف دمشق الغربي حيث فرضت المجموعات المحلية سيطرتها على فرع سعسع بريف دمشق بعد انسحاب قوات النظام. كما انسحبت قوات النظام من مدن بلدات في ريف دمشق الشرقي كمدينة دوما وعربين وغيرها. - فورين بوليسي: لماذا ينهار نظام بشار الأسد ويتراجع جيشه بشدة أمام هجمات المعارضة؟
شدد مدير برنامج سوريا ومكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط، بواشنطن، تشارلس ليستر، على تداعي نظام بشار الأسد في دمشق، مشيرا إلى أن التساؤل حول التقدم السريع للمعارضة يعود إلى كون هذا النظام “لم ينتصر حقيقة في الحرب” وقال ليستر في مقال نشرته مجلة “فورين بوليسي”، إن أحداث الأسبوع الماضي طرحت أسئلة جادة حول مستقبل نظام الأسد، مشيرا إلى أن تحالفا من فصائل المعارضة المسلحة شن هجوما في شمال سوريا، وسيطر على نحو 250 مدينة وبلدة وقرية، وضاعف مساحة الأراضي الخاضعة لسيطرته بأكثر من الضعف كما تم الاستيلاء على ثاني أكبر مدينة في سوريا حلب في غضون 24 ساعة، مع انهيار خطوط جبهات الدفاع للنظام السوري واحدة تلو الأخرى وبعد ما يقرب من خمس سنوات من تجميد خطوط السيطرة في جميع أنحاء البلاد، فإن هذه التطورات دراماتيكية وتعتبر تغييرا لقواعد اللعبة، حسب الكاتب. - نيويورك تايمز: خيارات ترامب تجاه إيران: التجاهل أو الحرب أو الدبلوماسية.. أيها الأرجح؟
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالا للمدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط بجامعة بنسلفانيا، جون غازفينيان، قال فيه إن ترامب في ولايته الأولى كرئيس، تجاوز نهجه تجاه إيران كل الخطوط الحمر التي يمكن تخيلها تقريبا في مايو 2018، وعلى الرغم من المناشدات اليائسة من الحلفاء، سحبت الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة – الصفقة التاريخية التي أبرمت في عهد أوباما والتي صُممت للحد من البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية. كما أنه أذن باغتيال القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في يناير 2020، في عمل جريء كاد أن يجر الولايات المتحدة إلى صراع كارثي آخر في الشرق الأوسط. وفي العامين الأخيرين من ولايته، فرض أكثر من 1500 عقوبة على إيران كجزء من حملته “للضغط الأقصى” التي تهدف إلى تدمير اقتصاد البلاد وإرغام الحكومة على الركوع. وبكل المقاييس، فقد كانت هذه السياسة هي الأكثر جرأة وغرابة لأي رئيس أمريكي منذ عقود واليوم، لدينا كل المؤشرات على أن ولاية ترامب الثانية ستكون أقل تحفظا من أي وقت مضى، على الجبهتين المحلية والدولية. فقد وصف مرشحه لمنصب وزير الدفاع، بيت هيغسيث، إيران بأنها “نظام شرير”، وحث ترامب على قصف المواقع الاقتصادية والثقافية في البلاد. وتبنى مرشحه المفترض لمنصب وزير الخارجية، ماركو روبيو، لهجة أقل عدوانية. فقد اشتكى روبيو من أن إدارة بايدن تعامل المسؤولين الإيرانيين مثل “الدبلوماسيين البلجيكيين في الأمم المتحدة”، وزعم مؤخرا أن الطريقة “الوحيدة” للتعامل مع طهران هي “تهديد بقاء النظام”. - الغارديان: سوريا ستكون أفضل من دون الأسد.. وضعفه يعيد تشكيل التحالفات الإقليمية
شددت صحيفة “الغارديان” البريطانية على أن تطورات الأوضاع في سوريا بعد بدء المعارضة حملة عسكرية ضد نظام الأسد من شأنها أن تعيد تشكيل التحالفات الإقليمية وتساءلت الصحيفة في افتتاحية حديثة لها: “هل بدأت الحرب السورية تقترب من نهايتها، تلك الحرب الأطول في القرن الحادي والعشرين وثاني أكثر الصراعات دموية فيه؟ لا يمكن للمرء أن يراهن على ذلك. إذ يزحف ائتلاف من الثوار من الشمال باتجاه العاصمة دمشق، وبعد الاستيلاء على معابر حدودية رئيسية في الجنوب، يبقى سقوط آل الأسد أقرب إلى النبوءة منه إلى الواقع” إلا أن احتمالات خروج الأسد تتزايد، فالقوة العسكرية التي كانت ذات يوم قد هبت لإنقاذ نظامه – سلاح الجو الروسي ومقاتلو حزب الله – في حالة من الانشغال الآن في أوكرانيا وفي لبنان. ولذلك فإن الأسد يبدو اليوم، وبشكل متزايد، أكثر عرضة للمخاطر وقالت الصحيفة إنه منذ أن وصل الربيع العربي إلى سوريا في مارس من عام 2011، فقد جابه نظام الأسد مرارا وتكرارا نبوءات كانت ترى سقوطه وشيكا وطوال حكمه الذي يقوم على التخويف والترهيب، بحسب الصحيفة، وُجهت إلى الأسد تهم ذات مصداقية عالية باستخدام الأسلحة الكيميائية، والقوة الفتاكة، والتعذيب الوحشي ضد أفراد شعبه. ولذا، فإنه ما من شك في أن سوريا ستكون أفضل بدونه وأشارت الصحيفة إلى أن حظوظ الأسد بدت تتبدل في العام الماضي حينما استقبل بالترحاب في الحضن العربي بعد عقد من العزلة، مع أن تلك العودة جاءت انعكاساً للمصالح الذاتية للسلطويين والملوك العرب، وليس انطلاقاً من رغبة حقيقية في المصالحة. فقد رأى هؤلاء أن الأسد رهان آمن وأسلم لهم من الفوضى التي يمكن أن يسفر عنها سقوطه قتل أكثر من مائة وأحد عشر مدنياً في البلاد منذ اشتعال العنف في الأسبوع الماضي. وبذلك تبقى ندوب وجراح الحرب الأهلية السورية غير ملتئمة، وفقا لـ”الغارديان”.