الجنوب اليمني | متابعات
استخدم الجيش الأميركي قاذفات الشبح “بي-2” في ضربات جوية على مواقع للحوثيين في اليمن، مما يعكس تحول البلاد إلى ساحة اختبار لتجريب الأسلحة الأميركية المتطورة.
ووفقاً لتقرير صحيفة لوتان السويسرية، فإن استخدام هذه القاذفات، التي تعتبر الأغلى في تاريخ الطيران العسكري الأميركي، يأتي لأول مرة منذ 7 سنوات، حيث تم استهداف منشآت ومستودعات أسلحة يسيطر عليها الحوثيون في صنعاء وصعدة.
بينما قدّمت القيادة العسكرية الأميركية هذه الضربات على أنها تهدف إلى “إضعاف قدرات الحوثيين” التي تهدد الملاحة البحرية والشركاء الإقليميين للولايات المتحدة في البحر الأحمر، تشير الصحيفة إلى أن العملية لها دلالة أعمق.
الحوثيون المتحالفون مع إيران ضمن “محور المقاومة” تسببوا في تقليص حركة ناقلات النفط في مضيق باب المندب بشكل كبير، ولكن استهدافهم بهذه القاذفات المتطورة يمثل في الواقع رسالة تهديد مباشرة لطهران.
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أكد أن هذه الضربات “دليل فريد” على قدرة الولايات المتحدة على استهداف المنشآت المحصنة، مما يعتبر تلميحاً إلى القدرات الأميركية في ضرب الأهداف الإيرانية المحصنة بعمق، مثل المنشآت النووية.
ولفتت الصحيفة إلى أن القاذفات “بي-2” هي الوحيدة القادرة على حمل قنبلة “جي بي يو-57” الضخمة المضادة للتحصينات، والتي تم تصنيعها خصيصاً لمواجهة التهديدات من إيران وكوريا الشمالية.
باستخدام اليمن كأرضية لتجريب هذه القاذفات والأسلحة المتطورة، لا يبدو أن الهدف هو الحوثيين فحسب، بل هي رسالة واضحة لإيران، خصوصاً مع تزايد التوترات الإقليمية. وتعتبر هذه الخطوة جزءاً من استعدادات واشنطن لأي تصعيد محتمل في الصراع مع طهران، في وقت تتأهب فيه إسرائيل لشن هجمات محتملة ضد إيران بمساعدة أميركية.
وبينما تعاني اليمن من كارثة إنسانية حادة، حيث يعتمد 18 مليون يمني على المساعدات الإنسانية، تحوّل البلاد إلى “مختبر تجريبي” للأسلحة الأميركية يعمق من هذه المأساة، ويبرز التهديدات الموجهة إلى إيران في إطار التصعيد المستمر.