تحذيرات من مجاعة وشيكة بمناطق حكومة عدن

12 سبتمبر 2024آخر تحديث :
 تتطلب تدخلاً عاجلاً لإنقاذ حياة الأطفال دون سن الخامسة
تتطلب تدخلاً عاجلاً لإنقاذ حياة الأطفال دون سن الخامسة

الجنوب اليمني: غرفة الأخبار

دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لأزمة سوء التغذية الحاد المتفاقمة في اليمن، وخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة عدن.

وأشار المرصد الأورومتوسطي في بيانٍ له إلى أن التقارير الميدانية تؤكد اقتراب البلاد من الدخول في حالة مجاعة، ما يستوجب تدخلاً فوريًا من المجتمع الدولي لإنقاذ أرواح آلاف الأطفال الذين يعانون من نقص حاد في التغذية.

وارتفع عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد بنسبة 34% مقارنة بالعام الماضي، بما في ذلك أكثر من 18500 طفل دون سن الخامسة ومن المتوقع أن يعانون من سوء التغذية الحاد في الأشهر المقبلة.

ويعاني نحو 2.2 مليون طفل في اليمن من سوء التغذية الحاد، بمن في ذلك حوالي 540,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، مما يعرضهم لخطر الوفاة في حال عدم توفير الرعاية الصحية اللازمة.

وحذر المرصد من أن تفاقم أزمة الغذاء في اليمن يأتي في ظل تدهور اقتصادي حاد يعصف بالبلاد منذ اندلاع الصراع المستمر منذ ما يزيد عن ثماني سنوات، حيث يواجه ملايين اليمنيين نقصًا حادًا في الغذاء وارتفاعًا غير مسبوق في أسعار السلع الأساسية.

وفي الوقت الذي تواجه العديد من الدول انعدام الأمن الغذائي والنقص في الغذاء والإمدادات، تعلن الأمم المتحدة عن حدوث مجاعة فقط عندما تتم تلبية شروط معينة، باستخدام مقياس يُعرف باسم تصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل (IPC)، فتصنيف المجاعة هو الأعلى في مقياس IPC، ويُعلن في منطقة ما حين يواجه ما لا يقل عن 20% من السكان نقصًا شديدًا في الغذاء وتجاوز معدلات سوء التغذية الحاد 30% ويموت شخصان من بين كل 1,000 شخص من الجوع يوميًا.

ولأول مرة، تم الإبلاغ عن هذا المستوى في اليمن من قبل خبراء الأمم المتحدة في ثلاث مناطق. كشف تقرير نشرته مجموعة التقنية التابعة لتصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل (IPC) في اليمن، والتي تغطي فقط المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، أن منطقتين في السهل الجنوبي بمحافظة الحديدة ومنطقة واحدة في سهل تعز (المخا) تقع ضمن المرحلة 5، التي تُعتبر أسوأ مرحلة في تصنيف IPC، ومن المتوقع أن تتبعها أربع مناطق أخرى—الموزع والمخا في سهل تعز، وحيس والخوخة في سهل الحديدة—بحلول أكتوبر 2024.

ووفقًا لتقرير التصنيف المرحلي المتكامل، ساءت معدلات سوء التغذية في اليمن بشكل كبير بسبب مجموعة من العوامل، بما في ذلك نقص مياه الشرب، ونقص الغذاء المغذي، وانتشار الأمراض مثل الكوليرا والحصبة، والركود الاقتصادي الأوسع.

وارتفع عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في البلاد بنسبة 34% مقارنة بالعام الماضي، بما في ذلك أكثر من 18500 طفل دون سن الخامسة ومن المتوقع أن يعانون من سوء التغذية الحاد في الأشهر المقبلة.

وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن أزمة الغذاء في اليمن هي من صنع الإنسان نتيجة الحرب هناك، حيث تظهر الحالات الأكثر خطورة على طول سواحل البحر الأحمر المدمرة بالصراع الطويل الذي بدأ في مارس 2015، في وقت كان فيه اليمن بالفعل من أفقر البلدان في شبه الجزيرة العربية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وأضاف أن اليوم، لا يعرف 21.6 مليون يمني—أي ثلثا سكان اليمن—من أين ستأتي وجبتهم التالية، فيما يعيش أكثر من 80% من اليمنيين تحت خط الفقر.

ودعا المجتمع الدولي، خاصة الجهات المانحة والدول المعنية، إلى مضاعفة جهودها لضمان وصول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية إلى الفئات الأكثر تضررًا، لا سيما الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، والعمل على تسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية الضرورية للحفاظ على حياتهم.

كما أكد المرصد الأورومتوسطي على ضرورة العمل الجاد من أجل إنهاء الصراع في اليمن، وضمان استقرار الأوضاع بما يسمح بتعافي الاقتصاد وتوفير حياة كريمة لليمنيين، لافتًا إلى أن معالجة أزمة الغذاء وسوء التغذية في البلاد تتطلب جهودًا شاملة ومستدامة لتحقيق السلام والاستقرار.

موقع الجنوب اليمني