ورقة الإمارات الأخيرة

30 أغسطس 2024آخر تحديث :
ورقة الإمارات الأخيرة
عادل الحسني
عادل الحسني

الجنوب اليمني:مقالات رأي

أصدر الانتقالي اليوم قرارًا بتكليف عبد الرحمن المحرمي بإدارة ملف الأمن ومكافحة الإرهاب

هذا القرار هو الورقة الأخيرة التي تضعها الإمارات على طاولة محافظات الجنوب، وتراهن الإمارات على رجلها المخابراتي لإصلاح ما أفسده سابقوه.

اختارت الإمارات في بداية مشروعها في جنوب اليمن ‎#هاني_بن_بريك ليكون رجلها الأول. غذته بالمال والسلاح والدعم الدولي الكبير، أدخلته الشرعية، وجعلته أكثر الوزراء قوة وسلطة.

كان المؤسس الفعلي للمجلس الانتقالي، ومؤسس الأحزمة الأمنية، ومنفذ المشروع الإماراتي الأول، وهو من تولى مهمة تصفية خصوم الإمارات في جنوب اليمن.

حين انكشف إجرامه، وفاحت ريحته الدموية، رمته وجردته من كل امتيازاته.

دعمت الإمارات كذلك شلال شائع، وقربته منها لدرجة أنَّه كان في وقت من الأوقات الجندي الأكثر وفاءًا لها، وصاحب الصوت الأكثر قوة في عدن.

نفوذ شلال شمل عدن ومحافظات جنوبية أخرى، وأصبح تابعه ‎#يسران_المقطري فوق أي قانون في عدن، ليقتل ويخطف ويبطش.

حتى أتت قضية عشال وكانت المنعطف الذي تهاوى منه شلال ويسران، وانهارت منظومة مكافحة الإرهاب التي دعمتها الإمارات بشكل ضخم للغاية.

أصبح المقطري مطاردًا، وأصبح شلال مقصوص الأجنحة.

تنتقل الإمارات هذه المرة إلى خطة أخرى، ليحين دور المحرمي الذي استغرق إعداده وقتًا أطول، وقد سبق القرار الأخير حملة ترويجية كبيرة وتصدير المحرمي في الملفات الخدمية والأمنية وحل القضايا الخلافية وغيرها؛ لبناء صورة معينة في الأذهان العامة.

المحرمي يستلم إدارة الأمن ومكافحة الإرهاب بعد دماء بريئة تلطخت بأيادي أوراق الإمارات السابقة، فما الفرق الذي قد يحدثه المحرمي؟

هل سيكشف ضحايا السجون السرية ويعلن عمَّا يدور فيها؟

هل سيضع حدًا للانتهاكات والجرائم التي يشهدها جنوب اليمن بشكل يومي؟

الجنوب الذي احترق بنيران بن بريك وشلال ويسران لم يعد فاقدًا لقدرة الرد على نيران المحرمي.

الإملاءات الإماراتية المستمرة على الانتقالي، بإقصاء شخصيات واستبدالها بأخرى هو مؤشر تهاوي هذا المجلس، وتحاول الإمارات إنقاذه بخط دفاعها الأخير عبر تعيين المحرمي.

هل ستشمل إدارة المحرمي جميع القوات المنضوية تحت المجلس الانتقالي؟ كالقوات التي يقودها أوسان العنشلي وأحمد المرهبي وعبد الدائم الشعيبي، أم أنَّ المقصود ليس إلا تغطية على جرائم شلال وإعادة ترتيب الأجهزة المتهمة بارتكاب جرائم وخروقات؟

إنَّ كل من يعمل تحت الإمارات نراه بعين واحدة

عين الخيانة والعمالة والبيع الرخيص للوطن

انتقال المحرمي من دائرة الصمت والظل إلى الواجهة سيكون بداية السقوط، كما سقطت الأوراق السابقة.

موقع الجنوب اليمني