الجنوب اليمني: مقالات
سال الكثير من الحبر حول اتهام الجيش العُماني بتعذيب الشباب اليمنيين، وتم تصوير الجيش العُماني بالوحشي، وقد تبنت حملة التشويه حسابات يمنية من اللجنة الخاصة، ذات سوابق لا تؤهلها بأن يتم الوثوق بكلامها وأدلتها.
أيام متواصلة ولا حديث لتلك الحسابات سوى القضية، وهو ما يجعلنا نسأل هل الغرض البحث عن الحقيقة وإنصاف المُعتدى عليهم، حال ثبت الاعتداء؟
المنطلق ليس إنسانيًا تضامنيًا، وإلا أين كان أولئك من جرائم عديدة سجلتها الحدود اليمنية السعودية، راح ضحيتها العديد من الشباب اليمني بالتصفية المباشرة، وعلى سبيل المثال لا الحصر:
المواطنان (عوض محمد أحمد – مصلح محمد الشعراني) قُتِلا على يد حرس الحدود السعودي في يوليو 2022.
المواطن (ياسر عيضة مطر) قتله حرس الحدود السعودي في أغسطس 2022
المواطنون (مجاهد الجوفي – عاطف قهيل الجوفي – شايف مقبل الأحمدي) قتلهم حرس الحدود السعودي في يوليو 2023.
وغيرهم الكثير ممن قتلهم رصاص الجيش السعودي على الحدود، غير المهاجرين من الجنسيات غير اليمنية الذين تعرضوا لانتهاكات إنسانية عديدة، وثقتها منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقريرها الصادر أغسطس 2023 تحت عنوان (السعودية: قتل جماعي للمهاجرين على الحدود اليمنية)
وفي تقرير آخر أصدره مركز الهجرة المختلطة يوم أمس، قال فيه بإنَّ: “السعودية تطلق النار بشكل عشوائي على المهاجرين الإثيوبيين واليمنيين”
هذا غير سجل الانتهاكات والقتل التي تتم داخل الأراضي اليمنية من قِبل وكلاء التحالف السعودي والإماراتي، وعمليات الاعتقال غير القانوني والتعذيب الوحشي في السجون الخارجة عن الدولة والتي تتم بإشراف ضباط من التحالف أو بمباشرة شخصية من الضباط.
من يحرص على اليمنيين عليه ألَّا يميِّز بين جهة وأخرى، ولكن لأنَّ الأساس غير سليم، فلم نرَ تلك الحسابات المحرِّضة تكتب حرفًا واحدًا على آلاف الحوادث والانتهاكات التي يتعرض لها اليمنيون على الحدود السعودية أو في السجون الاماراتية السرية.
تلك الحسابات نفسها تحمل نزعة عدائية لسلطنة عُمان، وقد قامت مرات عدَّة بحملات تحت عناوين مختلفة هدفها الحط من قدر السلطنة ومحاولة إبعادها عن المشهد اليمني كوسيط سلام.
محاولتهم هذه المرة أكبر بأن أرادوا الوقيعة بين الشعبين اليمني والعُماني، واستغلال حدث ما، والبناء عليه لأهداف خبيثة.
أنا كيمني لن أقف ضد تحقيق العدالة إن ثبت تعرض يمنيين لتصرف غير قانوني من الجانب العُماني بل أعلن تضامني الكامل معهم ،ومن يعرفهم يجعلهم يتواصلوا بي ومستعد أقف معهم بكل ما أستطيع للوصول للحقيقة، ولا يمكن بحال من الأحوال أن نبرر أي ظلم ونبرأ إلى الله من ذلك ،
ولكني أطالب تلك الحسابات بالعمل بالمثل ضد التصرفات السعودية في حق اليمنيين الذين قُتِلوا على حدودها.
هروب اليمنيين من جحيم الواقع اليمني الذي تسبب به التحالف السعودي الإماراتي إلى دول الجوار، والمغامرة بحياتهم ورميها نحو المجهول يتحمله التحالف والأطراف التي ظلَّت عابثة بهذا الشعب، ولا تزال تتاجر بمعاناته وتريد إطالة الحرب وجرَّها إلى مناطق أخرى وتحت ذرائع أخرى.
لا تجروا عُمان إلى مستنقعكم، فقد أبت السلطنة الخوض في شأن اليمن إلا بعد أن لجأت الأطراف اليمنية والدولية إليها بأن تكون وسيط سلام، وقد فتحت أبوابها للكل بلا تمييز، ولا تزال تحتضن وتستقبل آلاف اليمنيين ولم تقل لهم إلا خيرًا، ولم تعاملهم إلا بالحسنى وزيادة.