الجنوب اليمني: غرفة الأخبار
أعلن قيادي في المجلس الانتقالي عن توجهات لتأهيل أكثر من عشرة آلاف جندي من أبناء محافظة المهرة، في خطوة تُقرأ على نطاق واسع بوصفها تمهيدًا لإعادة تشكيل المشهد الأمني في المحافظة الواقعة شرق اليمن.
وقال راجح باكريت، عضو هيئة رئاسة المجلس، إن الخطة تأتي بتوجيهات من رئيس المجلس عيدروس الزُبيدي، وتهدف إلى “تمكين أبناء المهرة من إدارة شؤونهم الأمنية”، من خلال تدريب وتأهيل قوات محلية تتولى مهام الأمن والاستقرار.
وتأتي هذه الخطوة بعد تحركات مماثلة في محافظات حضرموت وشبوة، حيث جرى تشكيل قوات محلية بدعم من دولة الإمارات، مثل “النخبة الحضرمية” و”قوات الدعم الأمني”، ما أثار تساؤلات حول مستقبل وحدة الأجهزة الأمنية في اليمن، وحدود الدور الذي تلعبه التشكيلات الموازية في ظل غياب مؤسسات الدولة.
ويرى مراقبون أن تكرار النموذج الأمني في المهرة قد يؤدي إلى تغيّر في التوازنات المحلية، ويقوّض خصوصية المحافظة التي ظلت حتى وقت قريب بمنأى عن الصراعات المسلحة. كما حذّر محللون من أن إنشاء قوات موالية للمجلس الانتقالي قد يُفضي إلى فرض أمر واقع أمني جديد، خارج إطار الحكومة المعترف بها دوليًا.
ولم تصدر حتى الآن أي تعليقات رسمية من الحكومة اليمنية بشأن هذه الخطوة، في وقت تتزايد فيه الدعوات إلى الحفاظ على وحدة الأجهزة الأمنية، وتجنّب إنشاء تشكيلات قد تُعقّد المشهد الأمني والسياسي في البلاد.
وتُعد المهرة من المحافظات ذات أهمية استراتيجية، نظرًا لموقعها الحدودي مع سلطنة عُمان، وامتدادها الساحلي على بحر العرب، ما يجعلها محل اهتمام إقليمي متزايد في ظل التنافس على النفوذ في اليمن.


