الجنوب اليمني: خاص
شهدت محافظة شبوة، التي عرفت في عهد محمد صالح بن عديو بكونها محافظة تشهد نهضة تنموية وأمنية، جريمة بشعة اليوم، حيث تحولت إلى مسرح لجريمة قتل هزت أركان القانون والعرف القبلي. هذه الجريمة لم تكن مجرد حادثة قتل عادية، بل كانت سحقاً للقانون، حيث حولت كل من القانون والقبيلة والشرع إلى رماد، ونثرتهم مع رياح عاصفة في فضاء الجريمة والفوضى.
ويتساءل الكثيرون عن دور السلطة وأجهزتها الأمنية في هذه الحادثة المروعة، حيث لم يتمكنوا من منع جريمة قتل ابن آل سواد على يد باحاج. ويثير هذا التساؤل مخاوف كبيرة حول دور الأجهزة الأمنية في حماية المواطنين، خاصة في ظل عدم القبض على الجاني حتى الآن.
كما يطرح البعض تساؤلات حول دور فخاسيس شبوة، الذين نصبوا الخيام وطالبوا برحيل بن عديو في السابق، متهمين إياه بارتكاب جريمة عندما طالب باستعادة منشأة بلحاف. فهل ستكون جريمة اليوم أقل أهمية من تلك التي اتهموا بها بن عديو؟ أم أنهم فقدوا القدرة على التمييز بين الحق والباطل؟
ويبدو أن شبوة قد وصلت إلى مرحلة حرجة بعد رحيل بن عديو، حيث أصبح القتل والفوضى سمة سائدة في المحافظة. وهذا يدفع الكثيرين إلى التساؤل عما إذا كان الوقت قد حان لأبناء شبوة لإعادة النظر في الوضع الراهن، والمطالبة برحيل القيادة المفروضة عليهم من الخارج، وذلك من أجل الحد من الجرائم وعدم السماح للقبيلة بتجاوز القانون.
ويبقى السؤال الأكبر هو: من يتحمل وزر هذه الجريمة؟ خاصة بعد أن تم استبدال الدولة بالقبيلة، والقانون بالفوضى، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع وزيادة الجرائم بشكل ملحوظ في المحافظة.


