الجبواني: مشهد حضرموت والمهرة نتيجة حتمية لانهيار شرعية الدولة وتمكين المليشيات

8 ديسمبر 2025آخر تحديث :
الجبواني: مشهد حضرموت والمهرة نتيجة حتمية لانهيار شرعية الدولة وتمكين المليشيات

الجنوب اليمني: خاص

في تحليلٍ عميق للأوضاع الراهنة في اليمن، سلّط وزير النقل السابق صالح الجبواني الضوء على المشهد الأخير الذي تشهده مناطق حضرموت والمهرة، مؤكدًا أنها ليست مجرد أحداث عابرة أو انقلابًا مفاجئًا، بل نتيجة حتمية لمسار طويل من الانهيار التدريجي لسلطة الشرعية اليمنية.

وأشار إلى أن المليشيات بمختلف ألوانها وجدت الفرصة سانحة لتكون هي الدولة، بينما تراجعت الشرعية إلى الظل وكأنها ضيف ثقيل في وطنها.

وأضاف الجبواني أن هذا المسار كان متوقعًا، وأنه سبق وأن حذر منه مرارًا وتكرارًا، مؤكدًا أن ترك الساحة للمليشيات سيؤدي إلى انهيار كامل وتقسيم للبلاد.

ومع ذلك، لاحظ أن هناك من داخل الشرعية نفسها من يخاصم هذه التحذيرات بدلًا من أن يصغي إليها.

وتطرق إلى موقف المجلس الانتقالي، مشيرًا إلى أنه استنفد كل الحجج التي كان يعتمد عليها، وأن سيطرته على الأرض أكملت الصورة، ولم يعد أمامه أي عذر أو خصم يختبئ خلفه.

وأكد أن الانتقالي إن لم يعلن عن “دولته” المزعومة الآن، فلن يقبل جمهوره منه أي ادعاءات بالحديث باسم الجنوب أو روايات “المظلومية” التي كان يستخدمها كسلّم للوصول إلى السلطة.

وأوضح أن الدولة ليست مجرد غنيمة تُلتقط أو نصر إعلامي يُعلن على الشاشات، بل هي مشروع طويل يتطلب شرعية دولية، اعترافًا إقليميًا، مؤسسات قائمة، حدودًا مستقرة، واقتصادًا قادرًا على حمل نفسه.

وأشار إلى أن الوحدة الوطنية غائبة اليوم في الجنوب، وهو ما يجعل أي محاولة لإقامة دولة أمرًا معقدًا للغاية.

من جهة أخرى، تطرق الجبواني إلى دور المملكة العربية السعودية، مؤكدًا أن المملكة معنية بموقف واضح مما يجري في اليمن، خاصةً في ظل قيادتها لتحالف دعم الشرعية.

وحذر من أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى كلفة سياسية واقتصادية وأمنية كبيرة، وقد يحوّل تحالف دعم الشرعية إلى تحالف بلا شرعية أو هدف.

واختتم حديثه بالإشارة إلى أن نجاح مسار التقسيم لن يقف عند حدود اليمن، بل سيترك تداعيات تمسّ الإقليم بأسره.

وأعرب عن أمله في أن تتصدّى حكمة القيادة السعودية لهذا التحدي، وأن تسعى إلى تصحيح المسار وتعزيز استقرار اليمن، خاصةً في ظل المخاطر المتزايدة التي تتجاوز حدود الجغرافيا اليمنية.

 

 

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق