الجنوب اليمني: غرفة الأخبار
أثارت فعالية “الشيخ زايد التراثي” في جزيرة سقطرى جدلًا واسعًا، بعدما كشف تقرير لـ”سقطرى برس” عن طبيعتها الحقيقية كمشروع توسعي ثقافي وسياسي، يُنفذ بتمويل وإشراف كامل من دولة الإمارات العربية المتحدة. وتحول الحدث، الذي استمر ثلاثة أشهر، إلى منصة مكشوفة لتمظهر النفوذ الإماراتي، في حين بقيت الجهات الرسمية اليمنية مجرد مرافقة.
وقد ظهر محافظ سقطرى رأفت الثقلي في مقدمة الفعالية تحت العلم الإماراتي، في مشهد أثار تساؤلات حول هوية التبعية التي باتت تفرضها الإمارات على الجزيرة. ورغم وجود شخصيات يمنية رفيعة، من بينها القائم بأعمال السفير الصيني، إلا أن الحدث لم يكن سوى احتفال رسمي لدولة الإمارات، بحسب ما أشار إليه التقرير.
وأفاد التقرير بأن الخطابات التي أدليت خلال الفعاليات، من جانب المحافظ ومسؤولي الثقافة والسياحة وحتى السلطان بن عفرار، اتسمت بشكر مُتكرر للإمارات، ما يعكس حالة من التبعية السياسية والثقافية المُعلنة. وتم التأكيد على أن المهرجان لا يحمل في جوهره أي مضمون تراثي حقيقي، بل يُعدّ جزءًا من استراتيجية لترسيخ الحضور الإماراتي وفرض رواية جديدة على المشهد الاجتماعي.
وأظهرت المسيرات الاحتفالية، والعروض البحرية، ورفع الأعلام الإماراتية، صورة واضحة لتعامل الدوحة مع سقطرى كأرض تابعة، لا كمحافظة يمنية تتمتع بسيادة.
ولفت التقرير إلى أن تمديد الفعاليات لثلاثة أشهر يهدف إلى تعميق التأثير، واستغلال الفرصة لاستيعاب المجتمع المحلي في مسارات جديدة تخدم مصالح دولة الإمارات.
ومنذ سنوات، تواصل الإمارات توسّعها في الجزيرة، عبر مشاريع تنموية وبنية تحتية، لكنها تراقبها بعين المراقبة، ما يثير قلقًا متزايدًا بشأن تآكل الهوية المحلية، والتحول التدريجي لسقطرى إلى منطقة نفوذ خارجي، تُدار من الخارج، وتُصاغ فيها الأحداث الثقافية وفق أجندة خارجية.
وأشار التقرير إلى غياب أي موقف حكومي يمني حاسم يمنع هذا النوع من التدخل، ما يعزز من شعور المراقبين بأن سقطرى تشهد حضورًا مُتَمَكِّنًا، لم يعد مجرد تعاون، بل تحوّل إلى هيمنة مُنظَّمة تطال كل مفاصل الحياة، من الثقافة إلى السياسة، ومن الاقتصاد إلى الهوية.


