الجنوب اليمني: خاص
أثار الكاتب والناشط الحقوقي السقطري عبدالكريم جدلاً واسعاً عبر منصة فيس بوك، بعد تدوينة حميمية وتحليلية حول التحولات العسكرية والسياسية في جزيرة سقطرى، لافتًا إلى تطورات قد تكون مؤشراً على تغير جذري في التوازنات الأمنية والسياسية بالمنطقة.
وأوضح أن التحالف العربي ومجلس القيادة الرئاسية، بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، لم يعُد يثق بقيادات المحافظة العسكرية والأمنية، ما دفع باتخاذ إجراءات عسكرية غير مسبوقة، منها إقامة معسكر جديد في موقع (ك_3)، يُفترض أن يكون تحت قيادة العميد محسن الحاج، الذي يُعرف بانتمائه إلى لواء مشاه أول بحري، لكنه سيُنفَّذ بمقتضى خطط تُعدّ بعيدة المدى.
وأفاد بأن الكتائب التي ستُسلّم إلى هذا اللواء الجديد، والتي تشمل كتيبة المدفعية، وكتيبة الدبابات، وكتيبة الدفاع الجوي، هي وحدات استراتيجية، لا يمكن توزيعها إلا بحسب توجهات استراتيجية عالية، ما يشير إلى تغير في القيادة والسيطرة على الموارد العسكرية الحيوية.
وأشار إلى أن أغلب أفراد هذا اللواء الجديد لن يكونوا من أبناء سقطرى، بل من خارج المحافظة، ما يثير تساؤلات حول أسباب الاستجابة لطلب إنشاء كيان عسكري جديد، في وقت تشهد فيه الجزيرة تكدساً غير مسبوقاً بالوجود العسكري، مع تفشي المعسكرات والنقاط العسكرية في كل أنحاء الأرخبيل.
وأشار الكاتب إلى أن هذه التحركات لا تُفسر إلا من منظور سياسي عميق، حيث تُعدّ خطوة مُعدّة سلفاً، وليست رد فعل عابر، وتُشير إلى وجود اتفاقات غير معلنة، تُدار من خلف الكواليس، بهدف إعادة تشكيل القيادة العسكرية وتحقيق هيمنة غير مباشرة على القرار في سقطرى.
وأوضح أن الصراع لم يبقِ على المستوى التقليدي، بل تحوّل إلى “حرب سيبرانية”، حيث تُستخدم أدوات التكنولوجيا والإنترنت بهدف التأثير في القيادة، وتقويض الاستقرار، أو التلاعب في التوازنات عبر التحكم في المعلومات والاتصالات.
وأكد أن هذه الخطوات، وإن بدت مُحكَمة أو هادئة للناظر، إلا أنها تُعد مؤشراً خطيراً، ليس فقط على سقطرى، بل على التوازنات الإقليمية، مشدداً على أن ما يجري ليس مجرد تغيير في التشكيلات، بل تحول جوهري في موازين القوى، قد يُفضي إلى تصعيد أمني وتوترات متزايدة في المنطقة.
وأشار إلى أن هذه التحركات، رغم محاولات تبريرها بالحاجة إلى “الاستقرار”، تُعدّ في الواقع تهديداً مباشراً لسيادة المحافظة، وتمكين قوة خارجية من التحكم بمواردها ومستقبلها، ما يفتح الباب أمام مواجهات سياسية وعسكرية قد تكون صعبة التحكّم.


