الجنوب اليمني: خاص
تجدد الحديث عن مشاريع سعودية لإعادة إعمار اليمن تحت شعار التنمية، غير أن الواقع يؤكد استمرار الوعود الشفهية دون تنفيذ حقيقي على الأرض. وعلى مدار عشر سنوات، لم تتجاوز التصريحات الإعلامية ومراسم التوقيع حدود ما تم تقديمه، رغم الأضرار المتزايدة التي يعانيها اليمنيون.
وقال ناشطون يمنيون إن هذه الإعلانات تعتبر مجرد وعود كاذبة لا ترقى إلى مستوى الإنجاز، مؤكدين أن مشاكل الكهرباء والاحتياجات الأساسية ما تزال في تدهور مستمر. وأشاروا إلى أن الشعب اليمني يعاني من زيادة معاناته بسبب استمرار هذه الوعود الفارغة.
في عدن، تفاقمت أزمة الكهرباء بشكل مأساوي مع انخفاض قدرة محطة الرئيس التوليدية إلى نحو 65 ميجاوات فقط، بحسب مصادر في مؤسسة الكهرباء. وتوقفت باقي المحطات نتيجة نقص الوقود، ما يعكس تردياً خطيراً في خدمات الطاقة ويزيد من المعاناة اليومية للسكان.
وأظهرت مصادر محلية استياءً متزايداً وسط المجتمع من استمرار هذا الوضع، وسط غياب خطوات عملية وجدية لحل مشكلات الطاقة رغم الإعلانات المتكررّة التي تصدرها الجهات السعودية. وتبقى هذه الوعود دون أثر يذكر على الواقع المعيشي للمواطنين.
وتشهد الأوساط السياسية استهدافاً لهيبة الدولة اليمنية من خلال مشاهد توثق ضعف التمثيل الرسمي، حيث ظهر رئيس الحكومة في صورة تجمعه بالسفير السعودي ووزير يوقع اتفاقية مع مسؤول من الدرجة الثانية، ما أثار جدلاً واسعاً حول ما وصفوه بالانخفاض الرمزي لمكانة الجمهورية اليمنية.
ويعبر هذا المشهد عن أزمة رمزية باتت تترجم حقيقة انحسار صورة الدولة في المحافل الدولية، خاصة مقارنة بالزيارات الرسمية لقادة دول أخرى مثل سوريا التي رغم الحرب تستقبل قياداتها على أعلى المستويات في الرياض.
وهذا الانحسار ينعكس على كرامة الدولة، حيث بات التمثيل الرسمي يتم عبر أبواب خلفية وتوقيع اتفاقيات مع مسؤولين دون المستوى، مما يثير حسرة واسعة على تراجع موقف البلد وانهيار رمزي لسيادته الوطنية.
تظل الأوضاع تتدهور بحسب مشاهد الحياة اليومية، مؤكدين أن استمرار الانتظار لهذه المشاريع يأتي على حساب معاناة المواطن، وعلى الجهات المعنية العمل على تقديم حلول حقيقية بدلاً من وعود لا تلامس الواقع.



