الجنوب اليمني: خاص
في قلب المحيط الهندي، تقع جزيرة سقطرى اليمنية كجوهرة طبيعية نادرة، تتميز بتنوع حيوي لا مثيل له على مستوى العالم. حيث تضم أنواعاً نباتية فريدة لا تُوجد في أي مكان آخر، أبرزها شجرة دم الأخوين الأسطورية التي تواجه اليوم تحديات وجودية بسبب التغيرات المناخية المتسارعة.
وقد سلطت شبكة PBS الأمريكية الضوء على هذه الجزيرة الاستثنائية من خلال حوار مع المراسلة المختصة بشؤون المناخ والمحيطات في وكالة أسوشيتد برس، أنيكا هاميرشلاغ، التي زارت سقطرى لتوثق أوضاعها البيئية المتفردة.
وأشارت هاميرشلاغ إلى أن الجزيرة تشبه لوحة فنية سريالية، بمناظرها الطبيعية الخلابة التي تتراوح بين الكهوف الممتدة والكثبان الرملية العملاقة والوديان العميقة ذات البرك المائية العذبة. وتبرز أشجار دم الأخوين كأيقونة بيئية وثقافية، حيث تظهر على العملة المحلية وتجذب السياح بشكل كبير.
ولفتت إلى أن هذه الأشجار لعبت دوراً حيوياً في النظام البيئي لقرون، حيث تعمل مظلتها الكثيفة على تجميع الرطوبة من الضباب وتوجيهها إلى التربة، مما يدعم بقاء النباتات الأخرى. إلا أن التغيرات المناخية الأخيرة، خاصة زيادة حدة وتكرار الأعاصير في بحر العرب، تسببت في اقتلاع آلاف الأشجار المعمرة التي يصل عمر بعضها إلى 500 عام.
وأضافت أن نمو هذه الأشجار البطيء جداً، بمعدل بوصة واحدة سنوياً، يجددها عرضة للانقراض، خاصة مع انتشار الماعز الذي يلتهم الشتلات قبل اكتمال نموها. كما أن الاضطرابات السياسية والاقتصادية في اليمن تحد من قدرة السلطات على تنفيذ خطط حماية فعالة لهذا الإرث الطبيعي.
وعلى الرغم من التحديات، أظهر السكان المحليون، مثل عائلة الكاباني، التزاماً ملحوظاً بحماية الأشجار عبر مبادرات فردية، مثل بناء حظائر مؤقتة لحماية الشتلات، رغم تكرار تدميرها بسبب العواصف.
وحذرت هاميرشلاغ من أن فقدان أشجار دم الأخوين لن يؤثر فقط على التنوع البيولوجي الفريد للجزيرة، بل سيهدد أيضاً الاقتصاد المحلي المعتمد على السياحة، مما قد يحول سقطرى من جنة طبيعية إلى أرضٍ قاحلة.


