الجنوب اليمني: خاص
كشفت دراسة حديثة أجراها مركز سقطرى للدراسات الإنسانية والاستراتيجية عن تداعيات خطيرة للأعاصير والعواصف المدارية على مسيرة التنمية بمحافظة المهرة اليمنية، حيث استعرضت البحث أنماط توزيع هذه الظواهر المناخية وتأثيراتها متعددة الأبعاد.
واعتمدت الدراسة على منهجية تحليلية متكاملة، جمعت بين الأساليب الوصفية وتقنيات نظم المعلومات الجغرافية، لتتبع مسارات الحالات المدارية في الفترة من 1990 حتى 2024، مع تحليل تداعياتها على البنية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للمنطقة.
وأبرزت النتائج أن محافظة المهرة – التي تقع في أقصى شرق اليمن – تواجه تحديات استثنائية بسبب موقعها الجغرافي الحرج، حيث تحدها محافظة حضرموت من الشمال والغرب، بينما تطل على بحر العرب من الجنوب وتجاور سلطنة عمان من الشرق.
وتضم المحافظة تسع مديريات رئيسية هي الغيضة، سيحوت، المسيلة، قشن، حصوين، حوف، منعر، شحن، وحات، وتقع بين خطي طول 50.8 إلى 53.9 شرقًا، ودائرتي عرض 15.4 إلى 19 شمالاً، مما يجعلها عرضة بشكل خاص للظواهر المناخية العنيفة.
وحذرت الدراسة من أن العواصف والأعاصير المدارية تشكل تهديداً وجودياً للمنطقة، حيث تنشأ فوق المحيطات الاستوائية وتستمد قوتها التدميرية من الطاقة الحرارية في بحر العرب والمحيط الهندي، مصحوبة برياح عاتية وأمطار غزيرة وأمواج مدمرة.
وأكد الباحثون أن هذه الظواهر الجوية تتسبب في كوارث بيئية وبشرية متكررة، تتراوح بين الفيضانات المدمرة وانجراف التربة وانهيار البنية التحتية، ما يعيق بشكل كبير جهود التنمية المستدامة في المنطقة.
وتهدف الدراسة إلى تقديم رؤية شاملة للعلاقة المعقدة بين التغيرات المناخية والتنمية، مع وضع توصيات عملية للتخفيف من الآثار السلبية لهذه الكوارث الطبيعية على المجتمعات المحلية وقطاعات التنمية الحيوية.