سقطرى.. احتفال 14 أكتوبر يتحوّل إلى مشهد تبعية وسط نفوذ أجنبي متصاعد

15 أكتوبر 2025آخر تحديث :
سقطرى.. احتفال 14 أكتوبر يتحوّل إلى مشهد تبعية وسط نفوذ أجنبي متصاعد

الجنوب اليمني:

أحيت السلطة المحلية في أرخبيل سقطرى، بقيادة المحافظ رأفت الثقلي، ذكرى ثورة 14 أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني، في وقتٍ تخضع فيه الجزيرة لنفوذ إماراتي واسع يمتد إلى الموانئ والمطارات والسواحل، ويطال القرار المحلي ذاته.

 

ورغم رفع الشعارات الوطنية وترديد الأناشيد التي تمجّد التحرر، بدت ملامح السيطرة الأجنبية حاضرة في تفاصيل الاحتفال، حيث تدير القوات الإماراتية وشركاتها الموالية المنشآت الحيوية، وتتحكم بالمياه الإقليمية والمجال الجوي، وسط غياب شبه كامل للدور السيادي اليمني.

 

وتحوّلت المناسبة التي كانت تُلهب مشاعر اليمنيين إلى مهرجان بروتوكولي يُعاد فيه إنتاج خطاب رسمي يبرر الوجود الأجنبي تحت عناوين “الدعم الإنساني” و”التنمية”، فيما تُنهب الثروات البيئية وتُدار الجزر خارج الإرادة الوطنية.

 

ويؤكد مراقبون أن روح أكتوبر التحررية غابت عن المشهد، بعدما تم تدجينها في قوالب احتفالية تُقصي الأصوات الرافضة للتبعية، وتُكرّس دور السلطة المحلية كوكيل لمشاريع خارجية، متجاهلة جوهر الثورة التي كانت رفضًا للاستعمار والوصاية.

 

ويكشف التناقض بين الخطاب الرسمي والواقع الميداني حجم الانحراف عن مبادئ أكتوبر، حيث تحوّلت الذكرى من رمز للتحرر إلى عنوان للانكسار، في ظل سيطرة أجنبية تتحكم في القرار والمصير.

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق