استعراضات بين حضرموت والضالع بمال سعودي و إماراتي لتكريس التمزيق

14 أكتوبر 2025آخر تحديث :
استعراضات بين حضرموت والضالع بمال سعودي و إماراتي لتكريس التمزيق

الجنوب اليمني: خاص

يواصل المال السعودي والإماراتي الذي تضخه الدولتان لأدواتهما اليمنية في الداخل مهمته بجدارة في تكريس التجاذبات والصراعات وتمزيق البلد الممزق وتفكيكه وإضعاف لحمته الإجتماعية عبر رعاية انشطه وفعاليات ومشاريع وتكوينات لا علاقة لها بمعالجة المشاكل الاساسية التي يعانيها اليمنيون القابعون تحت وطأة الفقر والحرمان والعبث والصراع.

 

ماذا يستفيد أبناء اليمن من مهرجان حاشد يقام في الضالع شمالا او عرض عسكري في حضرموت غربا؟!

كيف يحتفي شعب واقع تحت خط الفقر وتصرف الملايين على فعالية خطابية لا تسمن ولا تغني من جوع تقف فيها القيادات للتباهي وترفع فيها الصور العملاقة لقادة التحالف.

 

ما علاقة حاكم ابوظبي بثورة 14 اكتوبر التي طردت المحتل البريطاني من عدن في ستينيات القرن حتى يتم نصب صورة عملاقة له في ساحة مهرجان اقيم بالمناسبة في مدينة الضالع؟!

 

هناك عبث متعمد ومستمر في الجرح اليمني النازف منذ عقد متواصل.

لا توجد معالجات حقيقة ولا مسار سياسي واضح في هذا البلد المنهك بالفقر والحروب.

 

وطن ينزف بشكل مستمر

 

أفاد البنك الدولي في تقريره الصادر في يونيو 2024 بأن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في اليمن انخفض بنسبة 54% مقارنة بما كان عليه قبل الحرب، وهو ما انعكس على اتساع رقعة الفقر وتقلص فرص العمل.

 

وفي 26 فبراير 2025، أعلنت الحكومة اليمنية أن البلاد خسرت نحو 250 مليار دولار من دخلها القومي، أي أكثر من نصف الناتج القومي الإجمالي.

 

وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي، الدكتور واعد باذيب، خلال منتدى الرياض الإنساني الدولي الرابع، إن الحرب تسببت في خسائر تجاوزت 250 مليار دولار، وسط أزمة اقتصادية حادة، تجلّت في ارتفاع التضخم إلى 183%، وتفاقم البطالة إلى 80%.

 

وأكد باذيب على أهمية تعزيز التنسيق بين الحكومة والشركاء الدوليين لتوجيه المساعدات نحو أولويات التنمية والاستقرار الاقتصادي.

 

 

إلى متى سيتواصل صراع الحليفين الرياض وأبوظبي على حساب امن واستقرار اليمن؟!

 

دعم السعودية والإمارات للخصوم المتصارعين في اليمن يشي بوجود خلاف حول استراتيجية الصراع على الأرض ويعكس تبايناً واضحاً في أجندة الدولتين، فالسعودية التي تدعم “الحكومة الشرعية” ترى أن استقرار اليمن يمثل أهم الأولويات بالنسبة لها.

 

يقول نيل بارتريك الخبير بمعهد كارنيغي في دراسة بعنوان “الإمارات وأهدافها من الحرب في اليمن”، إن السعوديين يخشون “أن تنتزع الإمارات مواطئ قدم استراتيجية ومن ثم تقويض النفوذ السعودي في الفناء الخلفي التقليدي للمملكة”، وهذه المخاوف تشتد بسبب “الدور المتوسِّع تدريجياً الذي تؤديه الإمارات في الحفاظ على الأمن في البحر الأحمر”، في إشارة منه إلى سلاح البحرية الإماراتي الموجود في شرق إفريقيا وفي جزيرة سقطرى اليمنية.

 

ويرى مراقبون وسياسيون ان مصالح الحليفين يلتقيان عن نقطة إبقاء اليمن في حالة الضعف وان يستمران في السيطرة على بلد فاشل بلا سلطة حقيقية فيه ليحققا بذلك اجنداتهما بكل اريحية.

 

لكن وبحسب هؤلاء المراقبين في احاديثهم ل(الجنوب اليمني) هناك ثابت مهم في الشخصية اليمنية قديما وحديثا وهو تمردها على كل محاولات التدجين وقلب الطاولة على الجميع في لحظة غير متوقعة.

 

فهذا بلد عصف بإمبراطوريات كبيرة من البرتغاليين إلى الإنجليز الذي يحتفل اليمنيون اليوم بالذكرى الثانية والستين لثورتهم التي هزمت الإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس وأجبروها على الرحيل من عدن.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق