الأزمة النفسية في اليمن…معاناة خفية تحت أنقاض الحرب

14 أكتوبر 2025آخر تحديث :
الأزمة النفسية في اليمن…معاناة خفية تحت أنقاض الحرب

الجنوب اليمني: غرفة الأخبار

يواجه اليمن أزمة صحية نفسية متفاقمة نتيجة استمرار الصراع لأكثر من عقد، حيث أدت الحرب إلى تدمير البنية التحتية ونزوح واسع وفقدان عديد من الأسر لأحبائها، مما أسفر عن تدهور حاد في الخدمات الأساسية، لا سيما الصحة النفسية التي غالبًا ما تُغفل وسط الأولويات الطبية العاجلة.

ويعاني اليمنيون من وصمة اجتماعية تعيق النقاش المفتوح حول الصحة النفسية، بينما يفتقر النظام الصحي المنهك إلى الموارد والخدمات الكافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة. وقال تينساي نيجاش، مدير أنشطة الصحة النفسية في منظمة أطباء بلا حدود في اليمن، إن المرضى غالبًا ما يواجهون صراعاتهم النفسية في عزلة دون دعم، مما يزيد من تفاقم حالتهم ويصعب عليهم مجابهة تحديات الحياة اليومية.

تقدم منظمة أطباء بلا حدود، بالتعاون مع وزارة الصحة، خدمات دعم نفسي متخصصة في مستشفيات الجمهوري وعبس بمحافظة حجة. ومنذ عام 2022 وحتى 2024، قدمت الفرق أكثر من 27,000 استشارة نفسية فردية وعائلية، بالإضافة إلى أكثر من 11,500 جلسة علاج نفسي جماعي. وفي الفترة من يناير إلى أغسطس 2025، استقبلت الفرق 1,019 مريضًا جديدًا، منهم 60% في حجة يعانون اضطرابات نفسية حادة.

ورغم هذه الجهود، تبقى خدمات الصحة النفسية محدودة للغاية، ويواجه الكثيرون صعوبات في الوصول إليها بسبب المسافات الطويلة، ارتفاع التكاليف، وضعف البنية التحتية. وتدعو منظمة أطباء بلا حدود الجهات المانحة إلى زيادة الاستثمار في الصحة النفسية، معتبرةً أن التدخلات المبكرة في المجتمع والرعاية الأولية يمكن أن تمنع تفاقم الأزمات النفسية، وتساهم في تحسين جودة الحياة وتقليل الأعباء الاقتصادية على النظام الصحي.

وفي ظل استمرار العنف وانعدام الأمن الغذائي والاضطرابات الاقتصادية، يتوقع أن تتزايد الحاجة إلى دعم نفسي واجتماعي مستدام. ويؤكد واقع اليمن الحاجة الملحة إلى استجابة متكاملة ومرنة تناسب التحديات المتغيرة، وتوفر رعاية صحية نفسية شاملة وطويلة الأمد للفئات الأكثر تضررًا، بهدف كسر الوصمة الاجتماعية وتعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية الصحة النفسية.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق