الجنوب اليمني: خاص
عاد رأفت الثقلي محافظ أرخبيل سقطرى اليوم إلى الجزيرة اليمنية عبر مطارها الدولي، قادماً على متن طائرة إماراتية بعد غياب استمر أسبوعين أمضاه في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وتأتي هذه الزيارة في إطار متابعة تنفيذ المشروع الإماراتي المثير للجدل والمعروف باسم “ماستر بلان”، والذي يهدف وفقاً لمصادر محلية إلى بسط النفوذ الإماراتي على المناطق الساحلية الاستراتيجية في الأرخبيل.
ويحظى الثقلي، الذي يحمل الجنسية الإماراتية، بدعم مباشر من ضباط إماراتيين بارزين، بينهم خلفان المزروعي رئيس مؤسسة خليفة، وسعيد الكعبي المدير التنفيذي لشركة المثلث الشرقي التابعة لأجهزة المخابرات الإماراتية.
وفي تطور مثير، قام المحافظ خلال الأشهر الأخيرة بتسليم إدارة الموانئ البحرية والمطارات لشركة المثلث الشرقي، في خطوة تفسر على أنها نقل فعلي للسيطرة على البنى التحتية الحيوية في الجزيرة.
وتصاعدت حدة الانتقادات بعد تسليم جزيرة عبدالكوري رسمياً لجهات إماراتية بحضور عيدروس الزبيدي، حيث تشير تقارير إلى تحول الجزيرة إلى قاعدة عسكرية متعددة الجنسيات تضم قوات من الإمارات والولايات المتحدة وإسرائيل.
ونشر الثقلي على صفحته الشخصية في فيسبوك تفاصيل حول زيارته للإمارات، موضحاً أنها هدفت إلى “عرض احتياجات المحافظة”، في تصريح يرى مراقبون أنه يعكس واقع التبعية السياسية لأبوظبي بدلاً من الحكومة اليمنية في عدن.
وتكشف وثائق محلية عن أن هذه الخطوات تتماشى مع استراتيجية إماراتية أوسع لتعزيز السيطرة على الممرات البحرية الاستراتيجية، خاصة في منطقة خليج عدن ومضيق باب المندب، ما يمنح سقطرى أهمية جيوسياسية متزايدة.
وتواصل أبوظبي تعزيز وجودها العسكري واللوجستي في الأرخبيل، مما يؤكد أن مشروع “ماستر بلان” يتعدى الجوانب التنموية ليصل إلى فرض هيمنة سياسية وعسكرية مباشرة على الجزيرة اليمنية.