الجنوب اليمني: وحدة الرصد
أثارت المداهمة التي نفذتها مليشيات مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي لفعالية نسائية نظمها حزب الإصلاح في مدينة المكلا موجة استنكار واسعة في الأوساط الحضرمية.
الفعالية التي نظمتها دائرة المرأة بحزب الإصلاح بالمحافظة، شهدت محاولات لتعطيلها بالقوة، ما دفع ناشطات وحقوقيات إلى التعبير عن رفضهن القاطع لهذه الممارسات التي اعتبرنها تنم عن سلوك لا يمت لأبناء حضرموت بصلة.
وقالت الناشطة أفنان البطاطي إن الحضور النسائي الكبير يمثل إرادة نساء حضرموت، مشيرة إلى أن الدعوة كانت عامة ووجهت لعدد كبير من الناشطات، وأن الاعتداء على النساء لا يبرره أي مبرر كان، كما أكدت أن هذه الممارسات عكست هشاشة موقف الجهات التي حاولت فرض سيطرتها بالقوة، وكشفت عن ضعفها السياسي وعدم احترامها للقانون والدولة.
وفي سياق متصل، أدان سالم عوض الزبيري منع فعالية حزب الإصلاح المرخصة رسميًا، مؤكدًا أن ما حدث يتنافى مع الحقوق الدستورية والقانونية التي تكفل لكل القوى السياسية حق التعبير وممارسة نشاطها. ودعا الزبيري السلطات المختصة إلى محاسبة المسؤولين عن هذه التصرفات التي وصفها بالعبثية، حفاظًا على التعايش والشراكة السياسية في المحافظة.
وعبر ناشطون حضرميون عن رفضهم التدخلات الخارجية في شؤون حضرموت، مؤكدين أن أهل المحافظة لهم الحق الكامل في حرية الرأي والتعبير بعيدًا عن أي ضغوط أو محاولات فرض السيطرة. وأشاروا إلى أن تاريخ الحضارم حافل بالمواقف الوطنية الرافضة لأي تدخل عدائي أو همجي في شؤونهم.
من جانبه، أشاد الإعلامي أمين بارفيد بصمود نساء الإصلاح في المكلا خلال الفعالية، مشيرًا إلى أن إصرارهن على المشاركة رغم محاولات المنع كشف معدنهن الوطني ووطنيتهن الخالصة.
وأضاف أن الفعالية تحولت إلى مشهد وطني أظهرت فيه النساء عزيمتهن، حيث تردد النشيد الوطني خارج القاعة ليصل صداه إلى مختلف مناطق المكلا، مؤكدًا أن مدنية حضرموت أعلى من محاولات المصادرة والعنف.
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي حملة تضامنية واسعة مع نساء حضرموت، تحت وسم #نساء_حضرموت_تهان و#لا_للعنف_ضد_النساء، حيث عبر المستخدمون عن استنكارهم الشديد للممارسات العنيفة التي تعرضت لها الفعالية، مؤكدين وقوفهم الكامل مع حرائر المحافظة في وجه أي اعتداءات أو تجاوزات.