الجنوب اليمني: وحدة الرصد/ خاص
أثار حادث مروع اهتماماً واسعاً في الأوساط اليمنية، بعد أن تعرض أحد أبرز شيوخ القبائل لهجوم دامٍ داخل مكان مقدس. وتصاعدت موجة الاستنكار مع تداول تفاصيل الحادثة التي هزت الرأي العام.
وتعرض الشيخ مهدي العقربي، أحد وجهاء قبيلة العقارية البارزين، لإطلاق نار داخل مسجد ابن تيمية بمنطقة بئر أحمد في عدن، أثناء تأديته صلاة الجمعة يوم أمس. وأسفر الهجوم عن وفاته على الفور، مما أثار موجة غضب عارمة.
ويُعد العقربي شخصية مؤثرة في الأوساط الاجتماعية والقبلية، حيث اشتهر بدوره في فض النزاعات بين العشائر. كما تمتع بنفوذ واسع بسبب امتلاك قبيلته مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الواقعة بين محافظتي عدن ولحج.
وتشير تقارير محلية إلى وجود خلافات قديمة بين عائلة العقربية وعائلة الشوذبي، التي تربطها صلات وثيقة بقائد المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي. ويرجح مراقبون أن الخلاف حول أراضٍ في بئر أحمد قد يكون وراء تصاعد الأحداث.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها العقربي للملاحقة، حيث سبق أن اعتقلته قوات المجلس الانتقالي في يوليو 2024 على خلفية نزاع على الأراضي مع شخصيات نافذة. مما يطرح تساؤلات حول دوافع الجريمة وعلاقتها بالصراعات المحلية.
وانتشرت على منصات التواصل حملة واسعة تحت وسم #عصابة_الانتقالي_تقتل_العقربي، حيث أدان نشطاء وحقوقيون بشدة الحادث، معتبرين إياه جزءاً من سلسلة انتهاكات. وأكدوا أن الجريمة تمت في مكان وزمان مقدسين، مما زاد من بشاعة الحدث.
وصرح رئيس منتدى السلام لوقف الحرب في اليمن عادل الحسني بأن “الجرائم تتوالى ضد كل من يعارض السيطرة على الأراضي في عدن”، معرباً عن استنكاره لاستهداف شخصية معروفة بجهودها الإصلاحية.
من جانبه، تساءل الصحفي أنيس منصور عن احتمال وجود “خلايا اغتيالات إماراتية” وراء الحادث، مشيراً إلى أن الضحية نقل للمستشفى الأمريكي لكنه توفي متأثراً بجراحه.
وأكد الناشط توفيق أحمد أن الضحية تعرض لاعتقالات متكررة من قبل قوات الانتقالي، معتبراً أن الحادث الأخير يكشف “هشاشة الأمن واستمرار جرائم الإفلات من العقاب”.
يذكر أن منطقة بئر أحمد تشهد توترات مستمرة بسبب النزاعات على الأراضي، فيما تتعالى أصوات تطالب بالتحقيق في الجريمة وكشف الملابسات الكاملة حولها.