الجنوب اليمني: تقرير خاص
يحيي اليمنيون اليوم الذكرى الثالثة والستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر، التي مثّلت نقلة نوعية في مسيرة الشعب اليمني نحو الحرية والكرامة. وسط تفاعل واسع في مختلف المحافظات، أبرزت شخصيات وطنية وثقافية وسياسية في كلمات متفرقة أهمية هذه الذكرى التاريخية، مشددة على أن الثورة لم تكن مجرد حدث سياسي، بل كانت ملحمة شعبية ساهمت في دحر الإمامة الكهنوتية وبناء أسس الدولة الحديثة.
وأكد محافظ شبوة السابق محمد صالح بن عديو، في كلمته التي ألقاها خلال فعالية وطنية، على أن ثورة سبتمبر لم تُكتب في السجلات فقط، بل في قلوب الأجيال التي تواصل مسيرتها، معتبرًا أن استعادة الحرية والكرامة الوطنية ما زال هدفًا جامعًا لكل اليمنيين. وقال إن استشهاد آلاف الأحرار في مسيرة التحرر لم يُضيع، بل استمرت روحهم في حفظ القيم الوطنية وصون الهوية.
وأضاف أن الذكرى تُعد مناسبة لتجديد العهد على مواصلة الكفاح ضد كل محاولات تقويض الهوية، مؤكدًا أن التضحيات التي قدمها الشهداء لم تكن في صالح طبقة أو جماعة، بل من أجل مستقبل يمني حر ومستقل. وأشار إلى أن هذه الثورة تظل مصدر إلهام للشباب والناشطين، وتُعدّ ركيزة أساسية في بناء مفهوم وطني متكامل.
وأوضح الخبير الاقتصادي وفيق صالح أن ثورة 26 سبتمبر أزاحت عن كاهل اليمنيين عهودًا ثقيلة من الظلم والتخلف والعزلة، مؤكدًا أن دحر الإمامة الكهنوتية لم يكن بسلاسل من القبائل فقط، بل بدم الأحرار الذين رفعوا راية النضال. وأضاف أن اليمن اليوم لا يحتمل عودة إلى “كهوف التاريخ”، مؤكدًا أن “لا مكان في يمن اليوم لخرافة الولاية والاصطفاء الإلهي المزعوم”.
وفي تصريحه، أشار وزير الثروة السمكية السابق فهد كفاين إلى أن هذا اليوم الخالد يُجسد شمسًا أنارت دروب الحرية، مقدمًا أسمى التهاني للشعب اليمني، مشيرًا إلى أن “الاحتفال بثورة سبتمبر ليس مجرد تذكّر، بل هو تأكيد على الالتزام بقيم النضال والانتماء”.
أما الكاتب جمال أنعم، فقد وصف ثورة سبتمبر بأنها “عيدنا الأكبر”، واعتبر أن الاحتفال بها هو “فعل مقاومة”، يُشعل الشعلة في القلوب. وقال إن “الاحتفال ليس ترفيهًا، بل تجسيد لروح ثورية لا تنطفئ”، مضيفًا أن “مدينتنا الحبيسة تخرج محتفلة، بزهو وطن أبي، مهددة بسلوك الحوثي ومحفّزة له على القلق والجنون”.
وأشار إلى أن الثورة لم تكن مجرد قرار سياسي، بل كانت “كلمة، شهادة، قصيدة، أغنية نار ونور”، وفق تعبيره، مؤكدًا أن “دم الشهداء يسير في الأعالي، فضائله لا تُنكر، وعز الثوار لا يُستهان به”.
وفي حين أظهرت الفعاليات في مختلف المحافظات حضورًا شعبيًا مكثفًا، تواصلت التحذيرات من محاولات تهميش أو تضييع معنى الثورة، مطالبة بالحفاظ على مضمونها الوطني، ورفض تأويلها لأغراض سياسية ضيقة.