الجنوب اليمني: خاص
شهدت العاصمة عدن تصاعداً خطيراً في الانتهاكات السياسية بعد اقتحام قوة تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، الأحد، مكتب نائب وزير الإعلام حسين باسليم بالقوة وتسليمه لصلاح العاقل، المعين بقرار منفرد من عيدروس الزبيدي، ما أثار جدلاً واسعاً حول شرعية التعيينات وسُبل التعايش السياسي في الجنوب.
وجرت العملية بحضور قيادات من الانتقالي، وسط رفض حكومي وانتقادات إعلامية وحقوقية معتبرة أن هذا العمل يمثل تصعيداً خطيراً في ممارسات القسر والتهميش، خاصة مع استهداف مسؤولين من محافظات شبوة وحضرموت.
وجاء اقتحام مكتب باسليم بعد أيام من اقتحام مماثل لمكتب سالم ثابت العولقي، رئيس الهيئة العامة للأراضي، المنتمي إلى شبوة، حيث تم كسر الأقفال وتنفيذ قرار تعيينات غير معترف بها رسمياً.
وتعكس هذه الحوادث استمرار النهج المناطقي الذي يرفض تمكين كوادر من المحافظات الشرقية، وهو ما يؤكد الناشطون أنه يعيد إلى الأذهان ممارسات عام 1986 ويثير مخاوف من تعقيد المشهد الجنوبي.
وقال الناشط صالح منصر اليافعي إن انتهاكات الانتقالي بحق أبناء شبوة وحضرموت في عدن مستمرة، مشيراً إلى أن القيادات المحلية التي تدعم الانتقالي لا تجد أي تقدير أو قبول في ظل هذه السياسات القمعية. وأضاف أن الاقتحامات المتكررة لمكاتب مسؤولي المحافظات الشرقية تعكس واقعاً مؤلماً من التنكيل والتهميش.
وأوضحت الناشطة ريحانة أن حسين باسليم الذي يتمتع بسمعة طيبة واحترام واسع في مؤسسات الإعلام اليمنية، تعرض لهذه الاعتداءات في ظل ما وصفته بـ«دولة التمكين المناطقي» التي تضعف مؤسسات الدولة وتزيد من الانقسامات.
وفي تعليق صحفي، قال عبد الرقيب الجبيحي إن قرار تغيير باسليم هو قرار غير قانوني، مبيناً أن ما بني على باطل فهو باطل، مشدداً على أن استبدال الكفاءات بكوادر أقل كفاءة يضر بمصلحة الجنوب ويزيد من التوترات.
أما الصحفي عبد الرقيب الهذياني فأكد أن اقتحام مكتب نائب وزير الإعلام يأتي ضمن سلسلة إجراءات فرضها الانتقالي بالقوة، مستنكراً عقلية المليشيات التي تتعامل بأسلوب العنف والتسلط، معتبراً ذلك دليلاً على استمرار النزعة المناطقية البشعة.
وتشير هذه التطورات إلى تصاعد الصراع الداخلي في الجنوب، وسط مخاوف من تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية، وتحول العاصمة عدن إلى ساحة صراع بين قوى سياسية تسعى لفرض أجنداتها بالقوة على حساب الدولة ومؤسساتها الشرعية، وفقاً لما ذكرته مصادر إعلامية محلية.