الجنوب اليمني: خاص
في تصعيد مفاجئ ومقلق، أشعل عيدروس الزبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أزمة سياسية جديدة عبر إصدار سلسلة من القرارات التي تحمل دلالات انقلابية تهدد بخلط الأوراق السياسية في محافظات اليمن الجنوبية.
جاءت هذه الخطوة بعد عودة رئيس المجلس رشاد العليمي إلى عدن بيوم واحد، لتفتح الباب أمام تصعيد محتمل قد يخرج الوضع عن السيطرة ويشعل مواجهات مسلحة تفتك بالبشر والحجر.
وأثارت تحركات الزبيدي تساؤلات واسعة حول ما إذا كانت تعديًا على صلاحيات رئيس المجلس ورئيس الحكومة، أم تنسيقًا سياسيًا جديدًا، أم بداية لانقلاب على الشراكة السياسية القائمة.
وشملت التعيينات مناصب نائب وزير الإعلام، ووكلاء في وزارات التجارة والصناعة، ورئاسة الهيئة العامة للأراضي، بالإضافة إلى تعيين وكلاء محافظين في مناطق استراتيجية جنوبية مثل شبوة والمهرة ولحج وأبين والضالع وسقطرى. كما تم تعيين عبدالعزيز صالح المنصوري وكيلاً لمحافظة عدن لشؤون الدفاع والأمن، في قرار يحمل دلالات تصعيدية واضحة.
وجاءت هذه القرارات في ظل بيان شديد اللهجة أصدره المجلس الانتقالي، هاجم فيه الشراكة مع الحكومة الشرعية واتهمها بعرقلة تنفيذ اتفاق الرياض وتجاهل حقوق الجنوبيين، وهو ما يزيد من حدة التوتر داخل مجلس القيادة الرئاسي ويهدد بقاء التوافق السياسي بين الأطراف.
ويشير المراقبون إلى أن هذه الخطوة قد تمثل انقلابًا كاملًا على الشراكة السياسية، خاصة مع دعوات الاحتشاد المزمع تنظيمها الشهر المقبل، والتي تعكس توجهًا نحو فرض واقع جديد بالقوة.
ويرى البعض أن هذه التطورات تعكس صراعات داخلية عميقة باتت تهدد استقرار اليمن، وسط تساؤلات حول دور الإمارات في دعم هذه التحركات وأهدافها في الجنوب.
وتأتي هذه الأزمات في وقت تشهد فيه اليمن تحديات اقتصادية وسياسية جسيمة، حيث لم ترق الإصلاحات الاقتصادية لأجندات بعض الفاعلين، ما يزيد من تعقيد المشهد ويقرب البلاد من مواجهة وشيكة قد تكون كارثية.
ولا تزال الأزمة داخل مجلس القيادة تكشف عمق الانقسام السياسي، وتبرز الحاجة الملحة لتدخل عاجل من الدول الضامنة لاتفاقيات الرياض وتفويض السلطة لدرء خطر تفكك الشرعية.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، يبقى مصير الشراكة السياسية وأمن المناطق الجنوبية معلقًا بين خطوات تصعيدية وتصريحات متبادلة، وسط دعوات متزايدة للتهدئة وضبط النفس من أجل حماية مستقبل اليمن من الانزلاق إلى صراعات داخلية قد تقطع الطريق أمام أي فرصة للسلام والاستقرار.