جريمة اختطاف “الجعدني”.. تكشف سيطرة قانون الغاب وسياسة الضباع على مدينة عدن

31 يوليو 2024آخر تحديث :
جريمة اختطاف “الجعدني”.. تكشف سيطرة قانون الغاب وسياسة الضباع على مدينة عدن

الجنوب اليمني: خاص

استخدمت مليشيا الانتقالي في عدن منذُ الوهلة الأولى لسيطرتها على المحافظة، أسلوباً جديداً في التعاطي مع كوادر المدينة، في مختلف المجالات، بما فيها رجال الدين، وهو أسلوب الإغتيال والاختطاف، الذي يستند إلى قانون الغاب وسياسة الضباع.

وشرعت الإمارات وحلفاؤها، منذ سيطرتها على عدن، في فرض واقع مغاير لصورة المدينة، من خلال العديد من الممارسات، التي بدّلت وجه عدن الذي يحمل السلام، والتعايش إلى وجه يحمل المناطقية، والقتل والاختطاف والإخفاء القسري.

يقول مصدر قبلي، لـ”الجنوب اليمني “، بعد مُضي أكثر من شهر ونصف على اختطاف الضابط العسكري المقدم علي عشال الجعدني في مدينة عدن من قبل عناصر الانتقالي، ومن دون أن تُعلن الأجهزة الأمنية مصيره على الرغم من انتشار فيديو يوضح مكان اختطافه، ومعرفة الجناة الذين ارتكبوا الجريمة”.

وأضاف: “مثلت قضية الجعدني واحدة من أبرز القضايا التي أعادت دور القبيلة في الجنوب اليمني إلى الواجهة، وكشفت إن من يحكم عدن عصابة تقوم باختطاف للأبرياء منذُ زمن طويل، وكشفت عن مظلوميات عظمية تتعلق بأبناء الجنوب، في ظل سيطرة عصابة مدعومة من الخارج، تقوم بكل انواع الجرائم ضد مواطنين أبرياء”.

وتابع:” تُعدّ أعمال الاختطاف والإخفاء في عدن نتيجة طبيعية لانتشار الجماعات المسلحة المدعومة من أبوظبي، إضافة إلى تعدد السجون والمعتقلات السرية التابعة للميليشيات، التي لا يحكمها قانون ولا قيم”.

وفي السياق تواصل قبيلة المختطف “الجعدني” دعوة جميع المنظمات والهيئات الحقوقية والمدنية إلى الوقوف الفاعل والمؤثر إلى جانب أسرة المختطف، وكذا جميع المختطفين قسراً منذ ما بعد عام 2015 إلى اليوم، ودعت إلى محاسبة كل مَن قام أو شارك في الاختطاف والإخفاء القسري لكثير من أبناء الجنوب، ومن ساهم في تأسيس المعتقلات والسجون السرية والخارجة عن النظام والقانون، مشيرة إلى ضرورة الكشف عن جميع المعتقلات والسجون السرية وإخراج جميع المخفيين قسراً والمختطفين، وتقديم كل المتورطين في إنشاء هذه المعتقلات للمحاكم لينالوا جزائهم العادل

قبيلة الجعادنة، وعدد من قبائل محافظة أبين صعّدت من أنشطتها بهدف إعلان مصير ابنها عشال، خصوصا بعد ثبوت اختطافه من قبل عناصر تابعة لمليشيا الانتقالي، واستمرار تجاهل بيانات القبيلة في أبين، وعدم الإفصاح عن مصير ابنها.

ودعت قبيلة الجعادنة إلى إقامة مليونية ثانية، السبت القادم بتاريخ 2024 /8 /3 الساعة الرابعة عصراً في ساحة العروض بخور مكسر بمدينة، للمطالبة بالكشف عن مصير جميع المختطفين والمخفيين قسراً في سجون مليشيا الانتقالي وفي مقدمتهم الجعدني، وفق لبيان اللجنة التحضيرية لمليونية المقدم علي عشال.

وطالب البيان، كل قبائل أبين والمحافظات الجنوبية، وكل المتضامنين معها إلى التوافد إلى مدينة عدن لإقامة مليونية سلمية للمطالبة بمعرفة مصير ولدها علي عشال، وجميع المختطفين والمخفيّين قسراً في سجون المجلس الانتقالي.

وتمثل قضية اختطاف وإخفاء الجعدني تعبيرا جليًا عن خطورة تداعيات تعدد المليشيات المسلحة في إدارة الشأن الأمني والمجتمعي في عدن، وعدم وجود مركز سلطة، لاتخاذ القرار المتعلق بالضبط الأمني والسجن العقابي، ونتيجة لذلك تتعددت سجون ومعتقلات المليشيا العلنية والسرية.

يقول رئيس منتدى السلام في اليمن، عادل الحسني ، لـ «الجنوب اليمني» عن بيان اللجنة الأمنية العليا في عدن: “البيان كان غير دقيق وغير إيجابي؛ لأن مذكرات اعتقال المتهمين بالجريمة صدرت وقد فروا من البلاد إلى دولة الإمارات، وتقديم التسهيلات لهم من قبل قيادات نافذة في المجلس الانتقالي، يعني صدرت بعد شهر من ارتكاب الجريمة. ثانيا : ثلاثة أو اثنين تم اعتقالهم من المتهمين، وأعلن أمن أبين وأمن عدن أنه تم اعتقالهم، وهم على صلة مباشرة بالجريمة، بينما البيان قال إنهم ما زالوا طلقاء وطالب باعتقالهم، معنى ذلك أنهم تستروا على المجرمين الحقيقيين، الذين لهم صلة مباشرة بالجريمة”.

واستطرد الحسني فيما يتعلق بالمليونية التي أعلنت اللجنة التحضيرية لمليونية المقدم علي عشال لها: لدى المليونية أهداف واضحة ورسائل مهمة؛ لأنه فعلا قد طفح الكيل لدى الناس في كل الجنوب من هذه المليشيات، بعدما أصبحت مناطقهم طاردة للحياة، فللأسف الشديد القتل والاختطاف والإخفاء القسري أصبح أسلوب حياة للمليشات التي تحكم عدن وبقية المحافظات التي يسيطر عليها الانتقالي، ولا يوجد أمن، والناس في معاناة كبيرة جدا، لذلك الخروج واجب على الجميع”.

واردف:” الموضوع ليس فقط قتل عشال، مَن يقف وراء قتل عشال هم المجرمون الذين قتلوا المئات في السجون السرية في عدن، لو كانت هناك دولة وأجهزة أمنية كما يقولون ما تجرأ هؤلاء على استهداف عشال أو غيره، اليوم هناك مئات من الشباب في السجون. وإلى الآن لم تصدر اللجنة الأمنية العليا أو النائب العام قرارًا بفتح السجون وإطلاق سراح هؤلاء الأبرياء المعتقلين، لذلك نقول ونكرر إن من يسيطر على عدن عصابة تحكم بقانون الغاب وسياسة الضباع”.

موقع الجنوب اليمني