ما أسباب تفشي وباء الكوليرا في محافظة شبوة؟…تقرير أممي يجيب

22 يوليو 2024آخر تحديث :
مصابون بالكوليرا يتلقون العلاج في مركز حوراء الطبي
مصابون بالكوليرا يتلقون العلاج في مركز حوراء الطبي

الجنوب اليمني: غرفة الأخبار

يستيقظ محمد كل يوم عند الفجر ويغامر في أعماق البحار قبالة شبوة بحثًا عما يمكن أن يكون أجر يومه أو وجبة الطعام الوحيدة لعائلته.

تعلم محمد المهنة منذ صغره، وورث معرفة البحر من أسلافه جيلاً بعد جيل. وعلى الرغم من حبه للبحر، فقد كافح الصياد الفخور لإعالة أسرته المكونة من تسعة أفراد، وهو التحدي الذي أصبح أكثر صعوبة عندما مرض أحد أبنائه.

تقع قرية حوراء بعيدًا عن المدينة الرئيسية، لذا كان على سكانها قطع مسافة 50 كيلومترًا للوصول إلى أقرب مركز طبي.

وكانت هذه الرحلة تمثل مهمة شاقة بالنسبة لمعظم سكان القرية، الذين لم يتمكنوا من تحمل تكاليف النقل أو النفقات الطبية.

يقول محمد: “عندما يمرض أحدنا، يصبح توفير الرعاية الصحية اللازمة له عبئاً ثقيلاً، مضيفا أن بعض العائلات تضطر للابتعاد عن أفرادها لأيام بحثاً عن الخدمات الصحية، مما يزيد من صعوبة وضعهم المالي”.

مشكلة صحية طارئ

تقول منظمة الهجرة الدولية في تقرير حديث إنه خلال الوقت الذي تُعاني فيه اليمن من عشر سنوات من الصراع، شهدت اليمن أيضاً أكبر تفشي للكوليرا في التاريخ الحديث (2016-2022)، حيث تم تسجيل أكثر من 2.5 مليون حالة مشتبه بها وأكثر من 4 آلاف حالة وفاة. وقد تسببت الأزمة الأخيرة بالفعل في وجود أكثر من 30 ألف حالة مشتبه بها منذ بداية العام.

وزاد عدد الحالات بشكل مُلاحظ ضمن أكثر الفئات ضعفاً في شبوة ممن لديهم وصول محدود للخدمات الصحية الأساسية أو ليس لهم القدرة على الوصول إلى هذه الخدمات أصلاً.

وزادت الأمطار الغزيرة والفيضانات من انتشار الكوليرا، مما أدى إلى انتشار الكوليراً. ويوضح لنا محمد أنه شهد هو وفاة امرأة في الطريق إلى أقرب مركز صحي بسبب توقف الحركة على الطريق بفعل الفيضانات.

واستجابة لهذا الاحتياج الحرجة دعمت المنظمة الدولية للهجرة إعادة فتح مركز حورة الطبي، وجلب هذا أملًا جديداً لمحمد وأسرته. صُمم المركز لمعالجة مجموعة واسعة من المشكلات الصحية، مع التركيز بشكل رئيسي على الكوليرا.

استعادة الأمل

وترى المنظمة أن المتطوعون في مركز حورة الطبي تعاملوا مع المشاكل الصحية الفورية خاصة الكوليرا في مجتمعاتهم. ولم تقتصر إنجازاتهم على إحداث تغيرات إيجابية لتعزيز الرعاية الصحية للجماعات الضعيفة فحسب، ولكن أيضاً زرعوا الأمل والمرونة في أرجاء المجتمع.

ومنذ بدء التفشي، كان متطوعو الصحة والنظافة يقدمون خدمات الرعاية الصحية والجلسات التثقيفية للنساء والأطفال والرجال الذين طالما حُرموا من هذه الخدمات في السابق. وامتد تفانيهم في مساعدة الناس إلى ما بعد ساعات العمل العادية، حيث استمروا في دعم من يطلبون المساعدة حتى في أوقات متأخرة من الليل.

ومع مرور الوقت، ومن خلال الجهود التعاونية والمستمرة لمكافحة الكوليرا، تحقق تقدم كبير في سد الفجوة في خدمات الرعاية الصحية للمجتمعات المستضيفة والمهاجرين في شبوة. الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية لم يضع حجر الأساس لمستقبل أكثر صحة ولكنه عزز أيضاً إحساس المجتمع بالأمان.

موقع الجنوب اليمني