الجنوب اليمني: مقالات
الموقف المتميز لسلطنة عُمان من القضية الفلسطينية، ومناصرتها المُطلقة لأحداث غزة منذ اليوم الأول، كان له ثمن دفعته السلطنة بدماء أبنائها.
هتافات عُمان الصارخة في وجه طغيان العالم دعمًا لأهل فلسطين ودعمًا لكل بطولة مشرفة؛ لم تمر على أهل السلطنة سلامًا، وكأنَّ الشرف عار ودَّ البعض وأده!
في جوار دول هرولت نحو التطبيع، واختارت خيانة دماء إخوتهم والغدر بآلامهم، انفردت سلطنة عُمان بالمواقف القوية والخيارات الصلبة، حكومةً ومفتيًا وشعبًا.
أصبحت عُمان رمزًا مشرفًا، وأصبح سماحة المفتي أيقونة المقاومة بين علماء الأمة.
أيد العمانيون الضربات اليمنية، وحظروا سماءهم عن العدوان على أشقائهم اليمنيين.
مواقف السلطنة كانت كبيرة بحجم الأحداث، ولقد جاهرت السلطنة بما يخشى من بجوارها التفكير به.
سُلِّط على عُمان من يتطاول عليها ويشتمها ويكيد لها؛ بغيًا للتشويه والإشغال.
سخروا على عُمان أراذل الخلق وسفهاء الأقلام والأحلام، ولا تزال القاذورات تفوح.
الحملات الإعلامية حين لم تلقَ آذانًا سامعة، أُريد لعمان أمر جلل.
تبنى التنظيم الأسود المشؤوم “داعـ ــ ـش” لحادثة مسجد الوادي الكبير يوم أمس الأول، والذي أودى بحياة أحد أفراد الشرطة السلطانية وآخرين من جنسيات مختلفة.
هذا التبني الذي لم تشهد مثله السلطنة يأتي ضمن الحملات التي تُشن على السلطنة، وضمن الأوهام الخارجية التي تُمنَّي النفس بأن تعدل عُمان عن مواقفها.
المواقف المشرفة لها ثمن، ولكن مكسب الشرف يستحق الثبات.
لا يعير العمانيون لكل ما يجول اهتمام بالغ، وما حدث تم التعامل معه خلال ساعات قليلة؛ فبناء السلطنة الصلب يستحيل خرقه من واهمين.
خالص عزاءنا لضحايا الحادث المؤسف، ودعمنا الكبير للسلطنة، ودعواتنا الدائمة لها بالأمن والرخاء، فهي أرض مدَّت يدها ليمننا بالسلام والعون، وستبقى الجار البار.
تنبيه:
سأختصر الطريق على بعض السطحيين الذين سيعلقون بصورة السلطان الراحل قابوس – رحمه الله – ومعه رئيس وزراء الكيان.
تلك الزيارة جاءت بطلب من الرئيس الفلسطيني، واستمرت لساعات، وقد فشلت المساعي في يومها، وانتهى الأمر، وطويت الصفحة.
ومن يقُل أنَّ لعُمان علاقة مع الكيان الغاصب تحت أي مسمى فهو كذاب أشر.