الجنوب اليمني: مقالات
بعض الكُتَّاب والمسؤولين المحسوبين على التحالف يشعرونك من خلال كلامهم بإنَّ صنعاء تحت رحمتهم، وإنَّ بإمكانهم فعل المزيد، وبإنَّها ستأتيهم يومًا زاحفة طالبة الرحمة.
سنوات وهم يؤكدون القدوم لصنعاء بقوة السلاح، حتى أصبحت تلك المقولة نكتة بين الناس، ويستحون هم أنفسهم من تكرارها اليوم.
تعددت الحروب وصنعاء واقفة مكانها، الضربات التي أرادوها قاتلة كانت سببًا في خروج صنعاء منها أكثر صلابة؛ لأنَّ هناك شيئًا مفقودًا لديهم تمتلكه صنعاء هو السيادة والقرار.
خلال شهر، أصدرت حكومة التحالف العديد من القرارات لسحب البساط من تحت صنعاء ظنَّا منها أنَّها ستنكفئ على وجهها، ولكن ما حدث أنَّ تلك القرارات أتت بنتيجة عكسية على أصحابها، والسبب بسيط فهي لم تكن قرارات يمنية.
لم يعد متاحًا خيار الانتصار على صنعاء، وعلى اليمنيين التعامل مع بعضهم بمبدأ طي الماضي والنظر للمستقبل، واجتناب الصراعات الجانبية وعدم استخدام أوراق الاقتصاد والخدمات للضغط على الآخر.
قصة الطائرات مثال حديث على ما أقصده، فبعد أن أصدرت حكومة التحالف القرارات وأدلت بالتصريحات ،ردت صنعاء بمنع الطائرات، وربما قد يكون هناك تصعيدات أخرى.
التوقف عن بيع الوهم، والتعامل بموضوعية هو الحل، بيد صنعاء مفاتيح القوة؛ لذا السعي لإقصائها أو ممارسة الضغط عليها سيتسبب بردة فعل تضر الجميع.
وفي المقابل على #صنعاء أن تتعامل كعاصمة للدولة اليمنية تراعي مصالح الناس جميعًا لا لخدمة جماعة دينية ليس عندها ما تخسره، ولو كان هناك تقديم تنازلات من أجل الشعب المطحون فلا بأس شريطة أن يكون في صالح الشعب ولا ينتقص من سيادة البلد.
وأنتم توقفوا عن شيطنة صنعاء، فلو أرادت بكم ضرًا لفعلت، وحينها لن يكون هناك منشأة صافر ولا ميناء عدن، ولا المخا ، ولا غيره ،وستوقف عليكم كل الإيرادات المتبقية بقوة الردع التي يمتلكها ولا تمتلكونها، وسيخرج حينها ممثل الحكومة معمر الأرياني ممارسًا عادته التي لا يجيد سواها بالإدانة على وسائل التواصل، ولكن صنعاء تنظر لليمن بأنَّها حق لليمنيين جميعاً، ولم تفعل ذلك طوال السنوات الماضية .
نعيد ونؤكد بأنَّ كل ما يحدث له ارتباط مباشر بأحداث البحر الأحمر، وجميع ذلك هو بترتيب أمريكي أحمق وافق هوى شلة من المنتفعين.
فكروا مليًا، ولا تختبروا صبر قوم إذا قالوا فعلوا.
لا حل إلا بالتفاهم المبني على الموضوعية الواقعية بعيدًا عن #الوهم.
سنبقى ننصح الجميع ونقول ما يرضي ربنا ويجنب بلادنا مزيدًا من الويلات والخراب
وما توفيقي إلا بالله.