الجنوب اليمني: خاص
تشهد محافظة حضرموت تحولات سياسية حاسمة جعلتها تحت الأضواء كمنصة حيوية للصراع على النفوذ بين القوى المختلفة، لتنتقل من موقعها الهامشي السابق إلى مركز استراتيجي محوري في خارطة اللعبة السياسية والاقتصادية اليمنية.
وقالت الناشطة الحضرمية خديجة العجيلي في تحليلها للوضع الراهن إن عودة شخصيات مرتبطة بمشروع الجنوب والمجلس الانتقالي إلى حضرموت ليست عودة عابرة، بل إجراء مبرمج يهدف إلى إعادة تشكيل موقف الداخل الحضرمي تجاه الانتماءات السياسية.
وأضافت العجيلي أن هذه الخطوة تستهدف فرض إقناع الشارع الحضرمي بأن الارتباط بالمشروع الجنوبي مسار حتمي، وأن خيار استقلال حضرموت يستند إلى وهم سياسي، ما يعكس محاولات واضحة لتطويع الموقف الحضري الداخلي وتغيير قناعاته بأساليب تدريجية وناعمة.
وأشارت إلى أن هذه المحاولات تصطدم بحصانة الوعي والهوية الحضرمية العميقة، التي تجردت عبر التاريخ من أي تبعية أو خضوع، مضيفة أن حضرموت لم تكن يومًا سوى قوة ذات حضور ومستقلة في مواقفها وتوجهاتها الكبيرة.
كشف تحليل العجيلي عن استراتيجية “الاختراق الناعم” التي تعتمد على توظيف وجوه محلية تدعي تمثيل صوت حضرموت، لكنها في الواقع تنفذ أجندات خارجية لا تعكس إرادة وأصالة أهل المحافظة، ما أدى إلى تنامي الوعي الشعبي الرافض لأي محاولة للوصاية أو التلاعب بالانتماء.
وأوضحت أن الرفض الشعبي الحاضر يعكس إدراكًا راسخًا بأن من يتحدث باسم حضرموت متجاهلًا حقوقها السيادية والاقتصادية يهدف في جوهره إلى فرض وصاية جديدة وخدمة مصالح ضيقة، مضيفة أن أي شخص يعود إلى المحافظة بعد خسارته السياسية محاولًا ترويج مصالحه على حساب الأرض وأهلها إنما يلجأ إلى تجارة الانتماء بصورة مرفوضة.
وختمت بخطاب حازم يؤكد أن حضرموت ليست مجرد ساحة لصراعات أو ميدان لتصفية الحسابات السياسية، بل كيان وطني متجذر يتمتع بقراره السيادي وموقعه الاستراتيجي وثقل اقتصادي مهم، مشددة على أن جميع محاولات إخضاعها أو التقليل من استقلالها ستُصطدم بصلابة موقف المجتمع الحضرمي ووعيه الرافض لأي وصاية أو احتواء.
وأكدت أن حضرموت ستبقى عصية على الكسر، عازمة على حماية سيادتها واستقلاليتها مهما تكثفت الضغوط أو الحملات السياسية.


