الجنوب اليمني: خاص
أثار تكريم محافظ المهرة محمد علي ياسر، الأحد، العميد الركن خالد بن محمد البلوي قائد قوة الواجب (804) في قوات التحالف العربي، في مدينة الغيضة، ردود فعل غاضبة واسعة بين أبناء المحافظة والنشطاء السياسيين والاجتماعيين.
وسط تساؤلات متزايدة حول مفهوم السيادة الوطنية، وانعكاسات التكريم على هوية الشعب المهرّي وكرامته.
وأفادت مصادر مطلعة أن الحدث شهد حضورًا جماهيريًا محدودًا، مع تغيب واضح لرمز وطني يمثل الدولة اليمنية، حيث لم يُرفع العلم اليمني خلال الحدث، بل اقتصر الظهور على العلم السعودي فقط، ما أثار استياءً شعبيًا وانتقادات حادة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وقالت مصادر محلية إن التكريم جاء في ظل تفاقم الأزمات المعيشية التي تعيشها المهرة، من انقطاع كهربائي مزمن، ونقص حاد في المياه والخدمات الأساسية، فيما يتواصل تواجد قوات سعودية في مناطق استراتيجية مثل موانئ الغيضة والخوخة، وفق قرارات تُتخذ من خارج الأراضي اليمنية.
وأوضح شهود عيان أن التكريم تضمن تسلسلًا رسميًا يشمل عرض درع تكريمي وخطابًا من المحافظ أثني فيه على “الجهود الكبيرة” التي بذلها القائد السعودي، دون أن يُذكر أي إشارة إلى التحديات التي يواجهها أبناء المحافظة يوميًا.
وأشارت مصادر إلى أن القرار بتكريم القائد الأجنبي تم اتخاذه بعد سلسلة من اللقاءات التفاهمية بين السلطة المحلية في المهرة وقادة التحالف، تزامنت مع تطورات أمنية واقتصادية في المنطقة، لا سيما فيما يتعلق بإدارة الموانئ والمعابر الحدودية.
بينما تجددت الانتقادات من قبل نشطاء مدنيين وشخصيات عامة، الذين وصفوا الحدث بـ”الخيانة المُعلنة”، مؤكدين أن مثل هذا التكريم لا يُعبّر عن مصالح الشعب، بل يعكس تفكيكًا للسيادة الوطنية، وانسحابًا متزايدًا للقرار الوطني من أيدي أبناء المهرة.
وأضاف أحد النشطاء: “من يُكرّم في ظل موت الناس من شحّ الكهرباء، ومن يُقيم تمثالًا لقائد أجنبي، بينما لا يوجد شارع في الغيضة يُضاء بالكامل؟! هذا ليس تكريمًا، بل استسلامًا مُسبقًا لسيادة خارجية”.
وكان قد نشر أحد المغردين صورًا للحدث، وكتب معلّقًا: “كان يصير عبارة عن علم اليمن أو الجنوب، لأنه كان يُعتبر علماً معترفًا به من عصبة الأمم، عاش الأحمر على أرضك يا مهرة، ولا يُكرّم من يُعادي وطنه”.
في حين أكد آخرون أن المهرة لا تحتاج إلى دروع شكر من قوات أجنبية، بل إلى استعادة كامل السيادة، وتمكين أبنائها من إدارة شؤونهم بأنفسهم، دون تدخل خارجي، مطالبين برحيل أي قوات غير يمنية، وتحقيق مبادئ التحرر والانتماء الحقيقي.
وأشارت مصادر معارضة إلى أن التكريم يُعدّ جزءًا من استراتيجية أوسع تتبعها بعض الجهات المحلية في المهرة لتعزيز التقارب مع قوات التحالف، على حساب المصالح الشعبية، ما يُفاقم من حالة الاستياء الشعبي ويزيد من تآكل الثقة في المؤسسات المحلية.
وفي سياق متصل، ناشدت مجموعات مجتمعية وحقوقيّة بالمحافظة الحكومة اليمنية والجهات المعنية بالتدخل الفوري لضمان حماية حقوق المواطنين، ووقف أي ممارسات تُضعف من قدرة الشعب على صناعة قراره، مطالبة بمحاسبة من يُقدمون على تفويض السيادة الوطنية بحجة “التعاون” أو “الاستقرار”.