الجنوب اليمني | متابعات
على سرير أبيض في أحد المستشفيات الأردنية، ترقد الطفلة الفلسطينية حبيبة العسكري (6 أعوام)، التي حوّلتها الحرب والمرض إلى رمز لمعاناة الطفولة تحت الحصار، بعدما فقدت أطرافها نتيجة تدهور حالتها الصحية.
تعاني الطفلة من حالة وراثية نادرة تُعرف بـ نقص البروتين سي، وهو مرض يسبب تخثر الدم المفرط ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة تصل إلى الموت البطيء.
ورغم أن هذا المرض يمكن علاجه بسهولة في العديد من الدول، إلا أن القطاع الصحي في غزة يعاني شللاً شبه تام نتيجة الحصار الإسرائيلي واستهداف المستشفيات منذ اندلاع الحرب عقب عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وصلت الطفلة حبيبة إلى أحد المستشفيات الأردنية قبل حوالي أسبوع بعد تدهور حالتها الصحية.
وأمام انتشار الغرغرينا في أطرافها وعدم توفر أي خيارات علاجية أخرى، اضطر الأطباء إلى اتخاذ قرار ببتر أطرافها لإنقاذ حياتها.
أثارت قصة الطفلة حبيبة العسكري موجة واسعة من الاستياء والغضب على مواقع التواصل الاجتماعي بين النشطاء الفلسطينيين والعرب، عقب إعلان الأطباء ضرورة بتر يديها وقدميها بسبب تأخر سفرها للعلاج في الخارج.
وتساءل النشطاء: “إلى متى سيبقى هناك أطفال مثل حبيبة ينتظرون الخروج من غزة لتلقي العلاج، بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي عرقلة سفرهم، منتهجًا سياسة الموت البطيء بحق سكان القطاع؟”
وفي تعليقه على الحادثة، قال رئيس “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” الدكتور رامي عبدو عبر منصة إكس: “الطفلة حبيبة العسكري ستخضع لبتر رجلها ويديها الاثنتين بسبب منع إسرائيل لها من السفر للعلاج خارج قطاع غزة”.
وأكد ناشطون ومنظمات حقوقية أن ما حدث لحبيبة يعد انتهاكًا صارخًا للحقوق الإنسانية ونتيجة مباشرة للحصار المستمر الذي يعاني منه القطاع منذ سنوات.