التنافس الإقليمي يغزو سقطرى: مشاريع دينية وزيارات مثيرة تضع نموذج التعايش في الجزيرة على المحك

21 ديسمبر 2025آخر تحديث :
التنافس الإقليمي يغزو سقطرى: مشاريع دينية وزيارات مثيرة تضع نموذج التعايش في الجزيرة على المحك

الجنوب اليمني: خاص

تشهد جزيرة سقطرى حراكًا دينيًا وسياسيًا متسارعًا، أثار قلقًا واسعًا بين السكان، في ظل زيارات مكثفة لشخصيات بارزة من خارج الجزيرة، وتحركات تُظهر تدخلًا مُحَسَّنًا من أطراف إقليمية ذات مصالح متعارضة.

وأفادت مصادر محلية بأن نائب وزير الأوقاف اليمني، أنور العمري، زار الجزيرة برفقة محافظ سقطرى رأفت الثقلي، وجرى خلال الزيارة تفقد مقرات للقوات التابعة للمملكة العربية السعودية، حيث تم التوقيع على اتفاق لبناء أكبر جامع في تاريخ الجزيرة، بتمويل سعودي مباشر، مع توقعات بأن يُصبح نموذجًا معماريًا ودينيًا يُعبّر عن التوجهات الثقافية والدينية في المنطقة.

وأشارت المصادر إلى أن هذه الخطوة جاءت بالتزامن مع وصول رجل الدين منير السعدي، الذي يُعرف بعلاقاته الوثيقة بالإمارات، من مدينة عدن إلى سقطرى، حيث ألقى خطب الجمعة في عدد من المساجد الرئيسية، وتم ترتيب إقامته في الجزيرة لمدة شهر كامل، ما يُعتبر تواجدًا مُطَوَّلًا نادرًا في السياق المحلي.

وأشارت مصادر إلى أن خطب السعدي اشتملت على محتوى سياسي مُحدَّد، يتوافق مع التوجهات الإماراتية في المنطقة، ما أثار جدلًا واسعًا بين السكان، خصوصًا أن الجزيرة كانت تُعَدّ تاريخيًا نموذجًا للتسامح الديني والتعايش السلمي، بعيدًا عن التدخلات السياسية المُباشرة.

وأعرب العديد من السكان عن استغرابهم من طبيعة الحراك المفاجئ، متسائلين عما إذا كان يُعدّ جزءًا من خطة أكبر تهدف إلى إعادة تشكيل الهوية الاجتماعية والدينية للجزيرة، خاصة في ظل التواجد المتزايد للقيادات الدينية من خارجها.

وأكدت مصادر من منصة “أبناء المهرة وسقطرى” أن التحدي الأكبر يكمن في الحفاظ على الطابع المُحَفَّز للتسامح الذي تميزت به سقطرى على مدار العقود، مشددة على أن أي تدخلات دينية مُنظمة من خارجها قد تُضعف هذا التوازن، وتُعدّ مُقدمة لتدخلات أمنية أو سياسية لاحقة.

وأوضح مراقبون أن هذه التحركات لا تُفهم إلا ضمن سياق تنافس إقليمي متصاعد في جنوب اليمن، حيث تسعى كل من السعودية والإمارات إلى تعزيز نفوذها عبر مشاريع دينية وثقافية، ما يجعل سقطرى بؤرة حساسة في هذا الصدد.

وأفادت المصادر بأن السكان يراقبون التحركات بقلق، ويتساءلون عما إذا كان هذا الحراك مجرد تبادل للنفوذ، أم أن هناك رؤية استراتيجية مُستترة وراء هذه الخطوات، خاصة مع التمويل الكبير المُخصص لمشروع الجامع، والتركيز على شخصيات دينية مُحددة.

في المقابل، لم تُصدر أي جهة رسمية في سقطرى أو في العاصمة المؤقتة عدن توضيحات رسمية حول طبيعة هذه التحركات، ما يزيد من الغموض ويزعزع ثقة المواطنين في الأدوات الرسمية لاحتواء التطورات المتسارعة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق