الجنوب اليمني: غرفة الأخبار
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن التوسع العسكري والسياسي الأخير للمجلس الانتقالي في جنوب اليمن، بدعم إماراتي كامل، كشف عن فجوة متزايدة بين السعودية والإمارات، وفتح أمام إسرائيل فرصًا دبلوماسية وأمنية جديدة في المنطقة.
وفي تحليل للباحث يوئيل غوزانسكي، الخبير في شؤون الخليج بمعهد دراسات الأمن القومي (INSS)، أشار إلى أن صعود المجلس الانتقالي ككيان موالٍ للإمارات يعيد تشكيل موازين القوى في جنوب الجزيرة العربية، ويمنح إسرائيل نافذة استراتيجية جديدة، شريطة أن تُدار بعناية عبر التنسيق مع أبوظبي.
وأوضح التحليل، أن اليمن لطالما اعتُبر جبهة ثانوية لكنها مثيرة للقلق، نظرًا لقدرات جماعة انصار الله الصاروخية والطائرات المسيّرة القادرة على تهديد العمق الإسرائيلي. ومع ذلك، فإن وجود كيان جنوبي منضبط ومدعوم إماراتيًا قد يخلق توازنًا جديدًا في مواجهة الجماعة، أو على العكس، قد يؤدي إلى تقويض الضغط المنسق عليهم في حال تراجع نفوذ الفصائل المتحالفة مع السعودية.
وأشار احرونوت إلى أن سيطرة المجلس الانتقالي على موانئ استراتيجية مثل عدن والمكلا، إلى جانب الوجود الإماراتي في جزيرة سقطرى، يعزز الرقابة على ممرات الشحن الحيوية لإسرائيل، بما في ذلك مضيق باب المندب والبحر الأحمر ومداخل قناة السويس.
ورغم ذلك، حذّرت الصحيفة من مغبة التماهي الإسرائيلي العلني مع الانفصاليين الجنوبيين، مؤكدًا أن جنوب اليمن ليس مؤيدًا لإسرائيل بقدر ما هو موالٍ للإمارات، وأن أي انخراط إسرائيلي يجب أن يتم بحذر، مع الحفاظ على التوازن في ظل التنافس السعودي الإماراتي المتصاعد.
واعتبرت الصحيفة أن العملية العسكرية الواسعة التي شنها المجلس الانتقالي خلال الأسبوع الماضي، وسيطرته على عدن ومطارها ومؤسسات حكومية رئيسية، إضافة إلى محافظة حضرموت، تمثل نقطة تحول دراماتيكية، وتؤكد أن اليمن بات فعليًا منقسمًا إلى كيانين متنافسين: جنوب موالٍ للإمارات، وشمال خاضع لسيطرة جماعة انصار الله.
وترى أحرونوت أن هذا التشرذم يخلق واقعًا جديدًا في المنطقة، له تداعيات مباشرة على الأمن الإقليمي، بما في ذلك مصالح إسرائيل، التي تجد نفسها أمام مشهد معقد يتطلب توازنًا دقيقًا في علاقاتها مع أبوظبي والرياض على حد سواء.


