علي عشال يحذر من وهم فرض الرؤى بالقوة: الجنوب شريك ولا مشكلة تُحل بالسلاح

7 ديسمبر 2025آخر تحديث :
علي عشال يحذر من وهم فرض الرؤى بالقوة: الجنوب شريك ولا مشكلة تُحل بالسلاح

الجنوب اليمني: غرفة الأخبار

حذّر عضو مجلس النواب اليمني علي عشال من مغبة الاعتقاد بإمكانية فرض رؤى سياسية على الجنوب بالقوة، واصفًا ذلك بـ”الوهم الخطير” الذي لا يؤدي إلا إلى تعميق الانقسام، وتغذية الصراع، وإطالة أمد الجراح التي لم تندمل بعد، في إشارة إلى تحركات المجلس الانتقالي.

 

وأكد عشال، في مقال له، أن الحوار الجاد والمسؤول هو الطريق الوحيد لمعالجة القضايا الوطنية في شمال اليمن وجنوبه، مشيرًا إلى أن التجارب التاريخية كشفت فشل كل المشاريع التي حاولت انتزاع الشرعية بالقوة أو تجاوزت إرادة الناس.

 

وأوضح أن الشرعية لا تُنتزع بالقوة، وأن الدولة لا تُبنى على الترهيب أو الإقصاء، معتبرًا أن السلاح قد يفرض واقعًا مؤقتًا، لكنه يعجز عن صناعة قبول شعبي أو تأسيس عقد اجتماعي يمنح مشروعية دائمة.

 

وأضاف أن اليمن جرّب هذا المسار مرارًا، وكانت النتيجة دائمًا الخراب، مؤكدًا أن القضايا السياسية لا تُخمد بإطلاق النار، بل تُعالج بالحوار والاعتراف المتبادل.

 

وشدد على أن القضية الجنوبية لا تُختزل في تحريك الدبابات أو استعراض القوة، بل تُعد مدخلًا لبناء شراكة وطنية عادلة، وإعادة صياغة العلاقة بين الدولة والمجتمع على أسس تضمن الكرامة والحقوق. ولفت إلى أن أي محاولة لفرض واقع بالقوة أو الالتفاف على تطلعات الجنوبيين ستقود إلى مزيد من الاحتقان والرفض.

 

وأشار عشال إلى أن من يستند إلى السلاح قد يفرض نفسه كأمر واقع، لكنه يظل عاجزًا عن نيل الشرعية التي لا تُمنح إلا بإرادة الناس، مؤكدًا أن الدولة لا تُبنى على الغلبة، بل على التوافق واحترام القانون والمساواة.

 

واعتبر أن أي مشروع يتجاهل هذه الأسس، مهما بدا متماسكًا، سيكتشف لاحقًا أنه بُني على شفير الهاوية.

 

ولفت إلى أن اليمن يقف اليوم أمام “فرصة نادرة” لإعادة قراءة واقعه وتجاوز الصراعات التي أنهكته، معتبرًا أن القضية الجنوبية تمثل مفتاحًا لبناء مستقبل عادل إذا ما جرى التعامل معها بعقلانية ومسؤولية.

 

وجدد بالتأكيد على أن الجنوب ليس مشكلة تُحل بالقوة، بل شريك في صناعة مستقبل الوطن، عبر إرادة حرة لأبنائه، بعيدًا عن الوصاية واحتكار القرار من أي طرف “لا يرى إلا نفسه ولا يسمع إلا صدى صوته”، مشيرًا إلى أن إدراك هذه الحقيقة يُمهّد الطريق نحو استقرار أقرب وأضمن.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق