الرائد باحميش ورفاقه.. شهداء سقطوا دفاعاً عن حضرموت في فجر غادر

5 ديسمبر 2025آخر تحديث :
الرائد باحميش ورفاقه.. شهداء سقطوا دفاعاً عن حضرموت في فجر غادر

الجنوب اليمني: خاص

في مساء يوم الأربعاء الموافق الثالث من ديسمبر عام 2025، شهدت محافظة حضرموت توقيع اتفاقية هامة بين السلطة المحلية وحلف قبائل حضرموت، تحت رعاية وضمان اللجنة السعودية الخاصة، مما أظهر بداية مرحلة جديدة من الهدوء والاستقرار في المنطقة.

وبينما كان سكان حضرموت يستعدون لاستقبال فترة من السلام، كانت أحداث أخرى تُحاك في الخفاء لتقلب الأمور رأساً على عقب.

وفي ساعة متأخرة من تلك الليلة، وصلت قوات تابعة للواء السادس مشاة بقيادة باسل سيف سكرة إلى محيط منطقة نازيه، حيث توجد نقطة تابعة للحلف عند مدخل الهضبة، وادعت أن هدفها هو المبيت فقط قبل التوجه إلى سيئون في الصباح.

وبحلول الساعة الرابعة فجراً، بدأ رجال قوات حماية حضرموت وحلف قبائل حضرموت انسحاباً منظماً من مواقعهم داخل بترومسيلة، تنفيذاً لبنود الاتفاقية الموقعة مع المحافظ، بهدف منع أي احتكاكات داخلية وحماية المنشآت الحيوية.

ولم يكن هؤلاء الرجال مستعدين لأي مواجهة مسلحة، ولا توقعوا أي خيانة، لكن المفاجأة كانت تنتظرهم في ظلام الفجر.

فبعد ساعتين فقط من بدء الانسحاب، وتحديداً عند الساعة السادسة صباحاً، شنت قوات اللواء السادس هجوماً مفاجئاً وعنيفاً على نقطة نازيه، مستخدمة أسلحة متوسطة وثقيلة.

واستهدف الهجوم رجالاً كانوا في حالة انسحاب كامل، وليسوا في وضع استعداد للقتال، مما أدى إلى وقوع إصابات بين صفوفهم.

ورغم التفوق العددي والعسكري للقوات المهاجمة، قاوم رجال النقطة ببسالة واستماتة، وواصلوا القتال حتى آخر طلقة، وأوقعوا خسائر كبيرة في صفوف اللواء السادس.

واستشهد خلال المواجهات عدد من أبطال النقطة، وعلى رأسهم الرائد محمد باحميش، رئيس عمليات اللواء الثاني لقوات حماية حضرموت وقائد نقطة نازيه، بالإضافة إلى مجموعة من رجاله.

ومع تصاعد التوتر بعد الهجوم الغادر، ودخول قوات المنطقة العسكرية الثانية لاستلام المواقع وفقاً للاتفاق، اتخذت قيادة حلف قبائل حضرموت قراراً حكيماً بشأن استكمال الانسحاب المنظم من بترومسيلة.

ويهدف هذا القرار إلى منع أي استدراج نحو صدام داخلي، والحفاظ على دماء أبناء حضرموت داخل المنشآت النفطية.

وتعاملت قوات المنطقة العسكرية الثانية بشرف مع من تبقى من رجال الحلف الذين لم يتمكنوا من الانسحاب، في خطوة تؤكد أن حضرموت ما زالت تحافظ على قيمها الإنسانية.

وكان الانسحاب خطوة حكيمة وليست ضعفاً، تنم عن وعي عميق بأهمية الحفاظ على وحدة الصف وعدم إراقة الدماء بين أبناء المحافظة.

وأثبتت أحداث صباح الخميس أن حضرموت دافعت عن نفسها، وتعرضت للغدر، وحاول البعض تزييف الحقائق، لكنها انتصرت بالحكمة ومنعت مخططاً كان يمكن أن يؤدي إلى مواجهة داخلية.

وفي ختام التقرير، نرفع أحر التعازي والمواساة لأسر الشهداء الأبرار، ونتضرع إلى الله أن يمنح الجرحى الشفاء العاجل، وأن لا يذهب دم شهداء حضرموت هدراً.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق