شجرة دم التنين في سقطرى على حافة الانقراض بسبب تغير المناخ وغياب الحماية

7 نوفمبر 2025آخر تحديث :
شجرة دم التنين في سقطرى على حافة الانقراض بسبب تغير المناخ وغياب الحماية

الجنوب اليمني:

حذّرت مراسلة وكالة “أسوشيتد برس” لشؤون المحيطات والمناخ، أنيكا هامرشلاج، من أن شجرة دم التنين النادرة، التي تُعدّ رمزاً بيئياً وثقافياً لجزيرة سقطرى اليمنية، تواجه خطر الانقراض نتيجة لتداعيات تغيّر المناخ، وتفاقم الأزمات السياسية التي تعيق جهود الحماية البيئية.

 

وفي مقابلة مع شبكة PBS الأمريكية، وصفت هامرشلاج هذه الأشجار بأنها “جوهر هوية الجزيرة واقتصادها”، مشيرة إلى أن اختفاءها سيكون “مدمراً للنظام البيئي وللسياحة التي يعتمد عليها السكان المحليون”.

 

وتقع جزيرة سقطرى في المحيط الهندي بين شبه الجزيرة العربية والقرن الإفريقي، وتُعدّ من أغنى مناطق العالم بالتنوّع البيولوجي، حيث لا يوجد أكثر من ثلث نباتاتها في أي مكان آخر على وجه الأرض. وتُعدّ شجرة دم التنين من أبرز رموز الجزيرة، إذ يعود عمر بعضها إلى قرون مضت، وتتميز بغطائها المظلي وعصارتها الحمراء التي تُستخدم في صناعة الأدوية والأصباغ ومستحضرات التجميل.

 

ووفقا للصحافية، فإن الأهم هو الدور البيئي الحيوي الذي تؤديه هذه الشجرة في امتصاص الرطوبة من الضباب وتحويلها إلى مياه في التربة، ما يساعد النباتات الأخرى على البقاء — وهي عملية تزداد أهميتها مع تناقص هطول الأمطار بسبب تغيّر المناخ.

 

وأشارت هامرشلاج إلى أن الأعاصير في بحر العرب أصبحت أكثر عنفاً وتكراراً خلال العقد الماضي، ما أدى إلى اقتلاع آلاف الأشجار، بعضها تجاوز عمره 500 عام. كما تُفاقم الماعز الغازية من الأزمة بتغذيتها على الشتلات، في وقت تنمو فيه الأشجار ببطء شديد لا يتجاوز بوصة واحدة سنوياً.

 

وأضافت أن الاضطرابات السياسية في اليمن، وغياب سلطة بيئية فعالة، فاقمت من هشاشة الوضع، مشيرة إلى أن البلاد تفتقر إلى الموارد والقدرات اللازمة لحماية بيئتها. ونقلت عن أحد المحللين قوله: “اليمن يواجه 99 مشكلة حالياً، والتعامل مع تغيّر المناخ يُعد ترفاً بالنسبة له”.

 

وعبّرت هامرشلاج عن إعجابها بجهود السكان المحليين الذين يزرعون الشتلات ويحيطونها بأسوار خشبية لحمايتها من الماعز، رغم أن الرياح والأمطار كثيراً ما تهدمها. وقالت: “بالنسبة لهم، هذه الأشجار جزء من العائلة. إحدى النساء أخبرتني أن رؤية الشجرة تموت تشبه فقدان أحد أبنائك”.

 

واختتمت الصحافية تحذيرها بالتأكيد على أن اختفاء شجرة دم التنين سيعني فقدان سقطرى لجوهرها البيئي والثقافي، قائلة: “من دونها، ستصبح الجزيرة أكثر جفافاً، وسيتراجع تنوعها البيولوجي الفريد. وإذا اختفت، فقد تختفي السياحة التي يعتمد عليها الناس. سيكون ذلك مدمراً، ليس رمزيًا فقط، بل للنظام البيئي بأكمله”.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق