الجنوب اليمني:
كشف الإعلامي سوار الذهب، منتج ومقدم برنامج “عمران”، عن مشاهد مروّعة وثّقها خلال جولاته الميدانية في السودان، مؤكدًا أن ما رآه يتجاوز حدود المأساة الإنسانية إلى ما يشبه “الشر المطلق”.
وفي شهادة مؤثرة، روى سوار أنه التقى امرأة نازحة على الحدود السودانية التشادية، في الساعة 9 صباحًا أخبرته أنها تعرّضت للاغتصاب، وقُتل زوجها وابنها أثناء محاولتهما الدفاع عنها، ثم فقدت طفلتها بسبب ضربة شمس أثناء رحلة النزوح، ليعود إليها عصرًا لمقابلتها وقد فقدت عقلها من شدة الصدمة.
وأوضح سوار الذهب أن هذه الحادثة ليست استثناءً، بل جزء من نمط واسع من الانتهاكات، حيث وثّق بنفسه حالات لأكثر من 500 نازح فقدوا عقولهم نتيجة ما شاهدوه من قتل وتعذيب واغتصاب، مشيرًا إلى أنه صوّر بعضهم وهم مربوطون لحمايتهم من إيذاء أنفسهم أو الآخرين.
كما كشف عن وجود 85 أسرة تعيش تحت الأشجار في منطقة الفاو بولاية القضارف، بينهم أطفال ماتوا بسبب لدغات العقارب والمياه الملوثة، وقال إنه دفن بنفسه عددًا منهم.
وتتقاطع هذه الشهادات مع تقارير موثقة من منظمات حقوقية دولية، أبرزها هيومن رايتس ووتش، التي أكدت أن قوات الدعم السريع ارتكبت انتهاكات ممنهجة بحق المدنيين، شملت اغتصاب النساء أمام أسرهن، وقتل أفراد العائلة، واحتجاز الضحايا لفترات طويلة في ظروف قاسية.
وتتهم هذه التقارير دولة الإمارات بدعم هذه القوات، عبر التمويل والتسليح، ما يجعلها شريكًا مباشرًا في صناعة هذا الجحيم المستمر منذ أكثر من عامين ونصف.
ورغم هذا الواقع القاتم، أشار سوار إلى مشاهد إنسانية مضيئة، منها امرأة اقتسمت منزلها مع 40 أسرة نازحة وتكفلت بهم رغم فقرها، واصفًا ذلك بأنه “من قصص الصحابة”.
كما أكد أن النازحين في مناطق سيطرة الجيش السوداني يشعرون بالأمان، خلافًا للمناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.


