مطار الغيضة في المهرة يتحول إلى ثكنة عسكرية سعودية.. تصعيد جديد وازدراء للمشايخ والأهالي

6 أكتوبر 2025آخر تحديث :
مطار الغيضة في المهرة يتحول إلى ثكنة عسكرية سعودية.. تصعيد جديد وازدراء للمشايخ والأهالي

الجنوب اليمني: خاص

أدى التواجد العسكري السعودي المُكثف في مطار الغيضة، الذي يُعد من أبرز المطارات في جنوب شرق اليمن، إلى تصاعد التوترات مع السلطات المحلية والقيادات الشبوية، في ظل تقارير تؤكد تحويل المطار إلى ثكنة عسكرية تحت إشراف قيادات سعودية.

وتشير المصادر إلى أن القائد العسكري السعودي المُعين في المنطقة اتخذ من القصر الجمهوري في الغيضة مقر إقامة له، بينما تُستخدم أجزاء من المطار كمواقع تمركز لقوات يُفترض أنها تشارك في العمليات العسكرية ضمن التحالف العربي.

وأثارت هذه الخطوة استياءً واسعًا بين أبناء المهرة، خصوصًا بعد وقوع احتكاك مباشر بين محافظ المحافظة محمد علي ياسر وقائد القوات السعودية، خلال استقبال جثمان الفقيد محمد برغزبون، أحد أبرز الشخصيات العامة في المنطقة. ووفق مصادر مطلعة، رفض القائد السعودي السماح لأبناء المهرة والمشائخ بالدخول إلى المطار لاستقبال الجثمان، مبررًا ذلك بتأخير وصول الطائرة، وهو ما وُصف بأنه تصرف مُستفز ومتعمد.

وأفادت المصادر بأن المحافظ أصر على استمرار الحضور، مُعلنًا أن “سوف نتغدي ونخزن هنا أمام بوابة المطار حتى وصول الطائرة”، في إشارة إلى رفض التنازل عن حق شعبي ورمزي بالمشاركة في مراسم العزاء. في المقابل، لم يُظهر القائد السعودي أي مشاركة رمزية أو تفاعلًا مع الحدث، بل اكتفى بالبقاء داخل الثكنة العسكرية، مشاهدًا الموقف من بعيد، ما زاد من حدة الاستنكار.

وأكدت مصادر محلية أن هذه الحادثة ليست واقعة عابرة، بل تمثل جزءًا من سياسة مُمنهجة تُظهر تجاهلًا للسيادة المحلية، في حين تُسجّل ممارسات مشابهة في سقطرى، حيث تُشير تقارير إلى تمكين إسرائيل من إنشاء قاعدة عسكرية ضمن جزيرة سقطرى، تُدار من قبل ضباط مخابرات وخبراء عسكريين إسرائيليين، وذلك بعد التطبيع المُزمع مع الكيان الصهيوني.

وأشارت المصادر إلى أن التوسع العسكري السعودي في المهرة، إلى جانب الانتشار المكثف في مناطق شرق اليمن، يُشكّل تهديدًا مُباشرًا للأمن والاستقرار الإقليمي، خصوصًا في ظل تجاهل الحكومة الشرعية للوضع، ما يُضعف مكانتها ويعزز من شكوك حول التفريط بالسيادة الوطنية.

وأضافت مصادر أمنية وسياسية أن تحويل مطار الغيضة إلى قاعدة عسكرية، قد يُفضي إلى تكرار ما حدث في سقطرى، خاصة مع التحركات المستمرة لتعزيز التواجد العسكري في المناطق الحيوية، ما يثير تساؤلات حول مصير السيادة اليمنية في ظل هذه التحالفات الخارجية.

وأعرب عدد من مشايخ المهرة عن استيائهم من التصرفات التي وصفوها بـ”العُرْفِية والمستفزة”، مؤكدين أن المطار جزء من أراضيهم وحقهم في إدارة شؤونه لا يُمكن التفريط به، مطالبين بوقف التوسع العسكري واحترام الحدود الدستورية والسيادية.

وفي السياق ذاته، تُطرح تساؤلات حول مدى قدرة الحكومة الشرعية على التصدي لهذا التوسع، خاصة مع صمتها المُستمر، ما يُعزز من مخاوف من تفكيك النسيج الوطني وتحويل مناطق حيوية إلى مناطق نفوذ خارجي، يُدار بغياب أي رقابة محلية.

وأكدت مصادر دبلوماسية عربية أن تواجد قوات خارجية في مناطق يمنية حساسة، يُعدّ خرقًا للاتفاقات الدولية، ويُنذر بانزلاق المنطقة نحو توترات أمنية أكثر تعقيدًا، خصوصًا مع تداخل المصالح الإقليمية والدولية في الساحة اليمنية.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق